طوال الأسبوع الماضي كنت علي تواصل مستمر مع بعض الأصدقاء المصريين الشرفاء الذين يشغلون مراكز مرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية للوقوف علي ما سوف تسفر عنه الانتخابات الأمريكية والتي كان مؤشرها يميل بقوة إلي هيلاري كلينتون حيث كنا نتخيل ما سوف يحدث حال فوزها والانعكاسات الدولية ومواقف الجماعات الإرهابية التي كانت تدعمهم وعلي رأسهم جماعة الإخوان.. وتأكدت أن اختيار يوم 11/11 للدعوة إلي الخروج في مظاهرات احتجاج في مصر كان محدداً من قبل ابتهاجاً بانتصار هذه السيدة عند ظهور النتائج النهائية في 9/11 ولكن الحمد لله اتت الرياح بما لا تشتهي جماعات الإرهاب الأسود ودعاة التقسيم ونشر الشائعات والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وقد تناولنا في حديثنا معا بعض التواريخ والمواقف التي كان لها تأثيرات سلبية في علاقات الولايات المتحدة الأمريكية علي العالم الإسلامي والعربي بصفة عامة وعلي مصر بصفة خاصة.. ولعل أبرزها ما يلي:
ــ إنه بتاريخ 11/9 2001 تغيرت السياسة الأمريكية تماماً تجاه العالم العربي والإسلامي عندما قام مجموعة من الإرهابيين بتدمير برجي التجارة العالمية في ولاية نيويورك مما دفع الأجهزة الأمنية هناك أن تعيد ترتيب أفكارها تجاه المنطقة العربية وتدفعها إلي ما يسمي "ثورات الربيع العربي" وإلي "الفوضي الخلاقة" وإلي تمكين الجماهات الإرهابية والإخوان من السيطرة علي مقاليد الحكم في الوطن العربي حفاظاً علي الأمن القومي الأمريكي والعمل علي تفتيت هذا الوطن إلي 52 دشويلة بحيث تكون إسرائيل هي الأقوي بالمنطقة وينشغل هؤلاء الإرهابيون بالغنائم والسبايا والعودة بهذا الوطن إلي غياهب الفقر والجهل والمرض تحقيقاً للسيطرة الأمريكية والصهيونية علي المنطقة العربية بأسرها.
ــ إن هيلاري كلينتون كانت عرابة هذا التوجه وكان لها صولات وجولات لتحقيق هذا الهدف حيث نجحت إلي حد كبير في ذلك خلال تقسيم العراق والسودان واشعال الفتن في اليمن وسوريا وتدمير ليبيا وتمكين الإخوان في تونس والجزائر وخلق تنظيم داعش في المنطقة العربية لينشر الرعب والهلاك بين الآمنين من أبناء الوطن.
ــ إن مصر كانت علي وشك الانزلاق في غيابات الجب عندما مكنت أمريكا جماعة الإخوان الإرهابية من الوصول إلي الحكم لولاً يقظة الشعب المصري الأصيل يدعمه جيشه الجسور في اقصاء تلك الجماعة وعدم تمكينها من تنفيذ مخططها بعد عام واحد فقط من الوصول للحكم.
ــ إن هيلاري كلينتون وباراك أوباما نجحا بامتياز في تحقيق كراهيتنا لهما طوال ثمانية سنوات عجاف في العلاقات المصرية ــ الأمريكية الأمر الذي جعلنا نتمني فوز أي منافس لهما مهما كانت توجهاته وأفكاره طالما هي بعيدة عن دعم الإرهاب ونشر الدمار في البلاد وبين العباد.. كم من آلاف الشهداء قتلوا في الدول العربية بأسلحة أمريكية وإياد إرهابية.
ــ يتساءل الشعب الأمريكي حاليا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي عنده هذه الشفافية وبعد النظر في أن يراهن علي نجاح ترامب في تلك الانتخابات والتي كانت نسبة التوقعات لصالحه 1 : 9 فقط.
ــ لقد أتي فجر يوم 9/11/2016 ليعلن مولد قيادة أمريكية جديدة سبق أن أعلنت عن اعجابها بالرئيس المصري وعن رفضها للإرهاب ودعم أمريكا لجماعات التطرف والتدمير.. فهل سيكون ذلك عنواناً لتغيير السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط عموماً ومصر خصوصاً.. وهل عندما يعلن ترامب أنه سوف يقوم بزيارة مصر خلال شهر مايو القادم في أول اطلالة له بالمنطقة العربية إعلاناً صريحاً عن دعمه واقتناعه بدور مصر الحيوي في تلك المنطقة.
ــ لقد أعلن ترامب انه سيفرض قيوداً مشددة علي المسلمين المتشددين والمهاجرين غير الشرعيين والذين يبلغ عددهم 12 مليون شخص.. ويدعمه في ذلك مجلسا النواب والشيوخ الذين يسيطر عليهما الجمهوريون اليمينيون الرافضون لوجود هؤلاء علي الأراضي الأمريكية.. كل هذا يجعلنا نتساءل ونتفاءل عن وجود انفراجة ايجابية في العلاقات المصرية ــ الأمريكية في هذا العهد الجديد.
ــ ولكن دعونا أيها السادة ننظر إلي مستقبل تلك العلاقات بشيء من التعقل وعدم المغالاة في التفاؤل فالمصالح هي التي تحكم العلاقات الأمريكية مع العالم كله وهناك قواسم مشتركة بين الجمهوريين والديمقراطيين تحافظ عليها مؤسسات مخابراتية وسياسيةأمريكية بكل حزم وحسم أيا كانت الايدلوجيات التي تحكم الولايات المتحدة.
ــ دعونا ننتظر ونترقب لعل القادم أفضل.. وأنا اراه كذلك يحمل الخير لنا بإذن الله.
وتحيا مصر.