الأهرام
أحمد عبد التواب
فضيحة الإخوان بهزال 11/11
استمرت حملات التنكيت على الإنترنت طوال أمس الأول الجمعة 11/11 عن اختفاء التظاهرات التى مهَّد لها الإخوان وحلفاؤهم، بأنها ستكون عارمة غاضبة تغطى عموم الوطن. ولكن اليوم مَرَّ هادئاً لا تظاهرات ولا شبهة تظاهرات إلا على شاشات قناة الجزيرة التى كانت عامل تحفيز للفكاهة، على عكس الجدية المصطنعة التى كانوا يعالجون بها الموضوع وكأنهم يتابعون خبرا آخر فى بلد آخر، حيث استمروا من الصباح يتحدثون عن الاستعدادات لتظاهرات الغضب، ثم قالوا إن المتظاهرين أخذوا يتجمعون، ثم إن التظاهرات تغطى نحو 15 محافظة، وأن الأمن يتصدى لها بشراسة..إلخ، واستضافوا آخر النهار من يقوم بالشرح والتعليق، فإذا بمن يتجاسر بالقول إن 80 من الشعب المصرى يدعم التظاهرات إضافة إلى عدد كبير من الأحزاب والمنظمات، دون ذكر اسم واحد! ومع كل هذا السيل من الأكاذيب لم يكن فى جعبة الجزيرة سوى لقطتين هزيلتين تضم كل منهما ما لا يزيد عن بضع عشرات فى أزقة إحدى القرى لا تبدو عليها علامة تعريف واحدة، وقد تمت فبركة المشهد بحيث يتجمعون بما يملأ الكادر، ودون أن تبدو ملامح أحد، بتصدير عدد من المنتقبات!

وفى حين تمركزت أجهزة الأمن من أول اليوم وقامت بمسئولياتها فى حماية المنشآت العامة والخاصة ووضعت تدابير الأمن للمواطنين، إذا بأطرف تحليلات الجزيرة بأن هذه القوات هى التى كانت مانعا من انطلاق التظاهرات فى عموم البلاد! وكأنه من المطلوب من الأمن أن يتخلى عن مسئوليته ليقوموا هم بأعمالهم التخريبية المعهودة!.

الخلاصة، أن الإخوان صاروا الآن فى أصعب أحوالهم بعد أن كان رهانهم معقودا على فوز هيلارى كلينتون بالرئاسة، فقرروا أن يمنحوها بتظاهراتهم مادة تستهل بها مرحلة ما بعد الفوز لتطالب بعودتهم للحياة السياسية..إلخ، ولكنهم وقعوا فى نفس الخطأ المتكرر عندما ينطلقون من فرضيات لم تثبت صحتها! كما أنهم، أيضاً، لم يحسبوا دور الوعى العام الذى أدرك الخطر المترتب على الانسياق لهم. وكان هذا من أكبر عوامل إفشال التظاهرات المزعومة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف