د. الشافعى محمد بشير
الحصاد الاجتماعى والوطنى لجامعة المنصورة
فى 43 سنة.. قدمت جامعة المنصورة خدمات اجتماعية وأعمالاً وطنية تستجيب فيها للأهداف التى حددتها المادة الأولى من قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972، التى نصت على أن الجامعات تختص بالتعليم الجامعى والبحث العلمى فى سبيل خدمة المجتمع والارتقاء به حضارياً، وصُنع مستقبل الوطن وخدمة الإنسانية.
تطبيق قانون البيئة: وكان ذلك أول إنجازات الجامعة عند نشأتها فى عام 1973، إذ ثارت شكوى من أهل المنصورة وطلخا لما يسببه مصنع السماد على شاطئ النيل من تلوث شديد للبيئة مما دفع د. مصطفى خليل بقسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب لأن ينشر إعلاناً فى الصحف على نفقته الخاصة يتهم فيه مصنع السماد بتلويث الجو إضراراً بالجهاز التنفسى للناس وخاصة الأطفال بسبب الدخان الأسود والبخار المحمل بالغاز الذى ينفثه المصنع فى الجو.
كما وصلت شكاوى لكلية الزراعة ضد المصنع بسبب الدخان والغازات العالقة بالبخار والتى تسقط على المزروعات مع الندى فى الصباح الباكر فتحرق الزرع، وذهب الأستاذ الدكتور حسن مشرف، أستاذ الأراضي والتقط صورة لحقل ذرة سليم تماماً ثم استدعاه المزارع ليجد عيدان الذرة وأوراقه وكيزانه قد تلفت من سقوط الندى المحمل بالغازات التى نفثها المصنع فى آخر الليل فحرقت الحقل كغيره، وصور الدكتور حسن مشرف الحقل بهذه الصورة البائسة وعرض علينا الصورتين فى نادى أعضاء هيئة التدريس لشرح أضرار المصنع على المزروعات.
وذهب باحثون من كلية العلوم لتحليل مخلفات المصنع التى يلقيها فى مصرف يمتد موازياً لنهر النيل ثم يلقى بمحتوياته فى مياه النهر مباشرة فتموت الأسماك ويشكو الصيادون.
وعندما تجمعت تلك الشكاوى والأبحاث لدى أسرة الإنسان بكلية الحقوق، فقد دعونا لندوة فى المدرج الكبير للكلية بحضور السيد المحافظ ومديرى مصنع السماد ودارت مناقشة حادة حول الآثار الضارة لوجود مصنع السماد الذى نُقِل من صحراء السويس بعد نكسة 1967، لإنقاذه من مدافع إسرائيل، وأعيد تركيب ماكيناته فى مبناه الحالى بالخطأ على شاطئ النيل، حيث أجود الأراضى الزراعية فأساء إليها وإلى البشر أبلغ الإساءات بملوثاته الضارة فى الهواء والماء وصحة الناس والحيوان.
ولم يكابر مديرو المصنع فيما قيل من الأستاذة والطلاب وإنما طلبوا النصائح العلمية، فأشار عليهم الدكتور أمجد عبدالله، أستاذ العلوم فى الكيمياء بتعلية المداخن لمسافات أبعد من سطح الأرض بقدر الإمكان وعدم إلقاء مخرجات المصنع فى المصرف والنيل، بل تدويرها صناعياً واستثمارها تجارياً.
وقد نفذ المصنع توجيهات أساتذة جامعة المنصورة فى أول إنجاز للجامعة عند نشأتها، وسنتابع باقى إنجازات الجامعة فى المقالات القادمة إن شاء الله.
كلية الحقوق - جامعة المنصورة