الوفد
علاء عريبى
أموال الزكاة وأموال الضرائب
تلقيت رسالة من أحد القراء تتضمن فكرة على قدر كبير من الطرافة، وهى قتل من يتهرب من تسديد الضرائب للحكومة، القارئ الكريم قارن بين محاربة سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه للمرتدين عن دفع الزكاة وبين المتهربين عن تسديد الضرائب، ويرى أن الأموال فى الحالتين تسدد لبيت المال أو إلى الخزانة العامة، والتهرب والتسديد فيه خطورة على الوطن والأمة، وقد كان الصحابى الجليل يحصل أموال الزكاة لكى ينفق على المسلمين، والقارئ العزيز يطالب فى رسالته الحكومة بتحصيل أموال الزكاة وأموال الضرائب من المواطنين، كان مسيحيا أو مسلما أو يهوديا، وذلك لتمكين الحكومة من بناء المشروعات الاقتصادية التى ترفع من مستوى المواطنين، والقارئ الكريم استشهد فى رسالته بواقعة قتل خالد بن الوليد لمالك بن نويرة لرفضه وتحريضه على عدم تسديد أموال الزكاة للصحابى الجليل أبوبكر الصديق، وفد ذكرت الواقعة فى العديد من المصادر أقدمها حسب الترتيب الزمنى لمؤلفيها: كتاب جمهرة النسب لابن الكلبى المتوفى عام 204هـ، وكتاب الردة للواقدى المتوفى عام 207هـ، والطبقات الكبرى لابن سعد ت 230هـ، وتاريخ اليعقوبى ت 284هـ، وتاريخ الرسل والملوك للطبرى ت 310هــ،
والواقعة كما رواها اليعقوبى فى تاريخه، بدأت بتوجيه سيدنا أبوبكر رضى الله عنه إلى قتال مانعى الزكاة، حيث: كتب إلى خالد بن الوليد أن ينكفئ إلى مالك بن نويرة اليربوعي، فسار إليهم.
وذكر الواقدى فى كتاب الردة: ضرب خالد عسكره بأرض بني تميم، وبث السرايا في البلاد يمنة ويسرة، قال: فوقفت سرية من تلك السرايا على مالك بن نويرة، وإذا هو في حائط له، ومعه امرأته وجماعة من بني عمه. قال: فلم يعلم مالك إلا والخيل قد أحدقت به، فأخذوه أسيرا.
قال: وأخذوا كل ما كان من بني عمه، فأتوا بهم إلى خالد بن الوليد حتى أوقفوه بين يديه. قال: فأمر خالد بضرب أعناق بني عمه بديا ، فقال القوم: إنا مسلمون فعلام تضرب أعناقنا؟ قال خالد: والله لأقتلنكم، فقال له شيخ منهم: أليس قد نهاكم أبو بكر أن تقتلوا من صلى إلى القبلة، فقال خالد:(بلى قد أمرنا بذلك، ولكنكم لم تصلوا ساعة قط.
قال: فوثب أبو قتادة إلى خالد بن الوليد، وقال: إني أشهد أنه لا سبيل لك عليهم، قال خالد: وكيف ذلك، قال: لأني كنت في السرية التي قد وافتهم، فلما نظروا إلينا قالوا: من أنتم، قلنا: نحن المسلمون، فقالوا: ونحن المسلمون، ثم أذنا وصلينا وصلوا معنا، فقال خالد: صدقت يا قتادة، إن كانوا قد صلوا معكم فقد منعوا الزكاة التي تجب عليهم، ولا بد من قتلهم، قال: فلم يلتفت خالد بن الوليد إلى مقالة الشيخ، فقدمهم وضرب أعناقهم عن آخرهم.
على أية حال هذه الفكرة نطرحها للمناقشة، ما حكم المتهرب من الضرائب؟، وهل يمكن معاملته معاملة المتهرب والرافض للزكاة؟، ولماذا لا تحصل الدولة أموال الزكاة للخزينة العامة؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف