المساء
عياد بركات
ويتجدد اللقاء .. احذروا .. إنها الفتنة!!
عبر "الواتس أب" أرسل لي أحد المعارف رسالة يطلب مني فيها حذف أكثر من 30 قناة تليفزيونية. حتي لا يشاهدها أفراد الأسرة. باعتبار أن هذه القنوات "شيعية". ودائمة السب لأمهات المؤمنين.
قلت له: يا أخي ليس هناك مسلم يرضي أو يقبل أن يسب أحد أي أم من أمهات المؤمنين.. وإحدي القنوات الذي جاء ذكرها في القنوات الثلاثين كنت أشاهدها كثيراً. وأحياناً بمحض الصدفة برامجها الدينية. ولم أسمع مرة واحدة أنها تسُب أماً للمؤمنين. لا السيدة عائشة. رضي الله عنها. ولا السيدة حفصة بنت عمر. ولا أي أم من أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن جميعاًـ وأرضاهن.
قلت له: يا أخي الفتنة نائمة.. لعن الله من أيقظها. ومن نشرها. أو ساعد علي نشرها.
ويا أخي. تري مَن له مصلحة في نشر مثل هذه الفتن في عصرنا هذا؟!.. أو ما يكفيه كم المذابح التي تجري حوله؟!.. مذابح في سوريا.. وأخري في العراق. وثالثة في اليمن. ويريدونها في مصر. ولا يزالون. لولا إرادة الله الغالبة.. ويحاولون في السودان.. وفي ليبيا لا يتوانون!!
هل تظن يا أخي أن "الآخر" الذي يؤجج هذه الفتن. أحرص علي السيدة عائشة أو أي أم من أمهات المؤمنين. من أي مسلم كان.. أياً كان مذهبه؟!.. قطعاً الإجابة: لا.
ولا يسعنا في هذا المجال سوي التأكيد علي عدة حقائق:
الأولي: أن الخلاف بين السُـنَّة والشيعة. لا يستدعي حرباً من أي نوع.. كما أن هذا الخلاف ليس هذا وقته أو أوانه. وإن "الخلاف" لا يعود بفائدة علي أي من طرفيه.. وأن المستفيد بالقطع هو طرف ثالث. لا سُـنِّي. ولا شيعي. وارجعوا لفتاوي فضيلة الشيخ محمود شلتوت. شيخ الجامع الأزهر الأسبق.
الثانية: أن أول رئيس لوزراء إسرائيل أكد أن السبيل الأنجع في مواجهة أعداء إسرائيل هو بث الفتنة بين السُـنَّة والشيعة. كأقصر طريق لتحطيم هؤلاء الأعداء. وأن علي إسرائيل أن تواجه أعداءها بإثارة النزاع والنعرات الطائفية.. باختصار إسرائيل حالياً مرهقة من جني ثمار الربيع الشرق أوسطي في حجرها بغير مجهود. فالمذابح من حولها تفعل ما عجزت هي عن فعله.
الثالثة: أن هناك دولاً مؤسسة للشرق الأوسط هي: مصر والعراق وإيران.. وليس من بين هذه الدول لا تركيا. ولا إسرائيل.. إسرائيل لم تكمل 68 ربيعاً بعد. وتركيا تسببت في تأخر العالم العربي والإسلامي قروناً عديدة. ولا تزال في نفس الطريق تسير!!.. وكل عداء بين الدول المؤسسة هو عداء مُفتعل.. والتكامل بين هذه الدول. وحُسن الجوار. هو الأفضل بلا شك.
الرابعة: أن إيران بالذات دولة صاحبة حضارة. ولا يستطيع أحد إزالتها. أو محوها من الوجود. وإزالة الخلاف بينها وبين جيرانها يصب في مصلحتهم. لا العكس.. حتي وإن توهم البعض خلاف ذلك.. ودعونا لا نبتعد كثيراً. فمعظم العلماء.. "دنيا ودين" الذين يقرأ عنهم أبناؤنا في كتبهم المدرسية هم من أصول إيرانية. بل إن الكتاب الذي يلتزم به أهل السُـنَّة "صحيح البخاري" مؤلفه إيراني. وهلمَّ جرا كالخوارزمي. وابن سينا.. وأبي الأسود الدؤلي. النيسابوري.. إلي آخر تلك الأسماء اللامعة!!
الخامسة: علينا أن نتيقن أن كل الحروب التي يشنها الإسلاميون. كداعش. وولاية سيناء. وغيرها حالياً.. هي حروب الهدف منها استنزاف قدراتنا أولاً.. وإبعاد الأنظار عن بؤرة بعينها اصطنعها الاستعمار بيننا. وهي دويلة مستحدثة تري أنها تنعم بالسلام كلما كان جيرانها في حرب. ونحن قطعاً لا نمانع في أن تعيش بيننا بسلام.. بشرط أن ننعم نحن جيرانها بالسلام أولاً.. ولكن سلام هنا وحرب ومذابح هناك.. لعمري إنها إذاً لقسمة ضيزي!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف