محمد جبريل
ع البحري .. حتي لا تنتهي القضية الفلسطينية
حين أعاود الحديث عن القضية الفلسطينية. فليس لمجرد أنها القضية العربية الأهم. وإنما لأن الأوضاع في فلسطين المحتلة تتصل مطلقاً بالأمن القومي المصري. والتصور بغير هذا المعني ينطوي علي سذاجة مؤكدة.
تعددت الصفات التي أدين بها الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب. بداية بالقول إن صورة العالم من قبل انتخابه ستختلف عن صورة العالم القادمة. ونهاية بالقول إن دخول ترامب البيت الأبيض يمثل كارثة!!
شغلني من تعدد الصفات رأي لأحد مستشاري ترامب: إذا أراد الفلسطينيون حل قضيتهم. فإن علي قياداتهم أن تتحد.. أولاً: هذه ـ في تقديري ـ مشكلة المقاومة الفلسطينية. يحرص الكيان الصهيوني أن تظل الخلافات سمة للعلاقات بين فصائل المقاومة. كان لمؤامرته. وتدخلات عملائه من الزعامات الفلسطينية ـ وهم للأسف ظاهرة قائمة يصعب إغفالها!!ـ دور في فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية. وتقليص مساحة الأرض المحررة اسماً إلي 18% من أرض فلسطين التاريخية.
لا أناصر فصيلاً في التطورات السلبية للأحداث. وإنما أدين كل الفصائل لمواقفها السلبية التي أخشي في استمرارها. وغلبة المصالح المذهبية والشخصية علي مصلحة الوطن. أن تكون قد لامست حداً خطيراً. أمنع القلم من وصفه!!
حين تفاوضت الحكومة الفرنسية مع مناضلي الجزائر لإنهاء احتلالها للقطر العربي. فقد جرت المفاوضات بين الوزراء الفرنسيين وقيادات جبهة التحرير الوطني الجزائرية. وعندما تفاوضت الولايات المتحدة مع ثوار فيتنام للخروج من مأزق الحرب. فقد كان جلوس المفاوض الأمريكي إلي قيادة فيتنامية موحدة.
لأن إسرائيل تدرك ضرورة أن يمثل الفلسطينيين قيادات تتفق في وجهات نظرها إلي ما يجب طرحه علي مائدة المفاوضات. وكيفية الحصول علي الحقوق المغتصبة. فإنها ظلت علي حرصها في اختلاق بواعث الفرقة والخصام بين أبناء القطر الواحد. وبدلاً من أن يتجه السلاح ضد الاحتلال. فإنه أخطأ السبيل إلي الفلسطينيين أنفسهم.
للخروج من حالة التجمد التي تعيشها القضية الفلسطينية. فإن أهم ما يجب أن يعني به قادة الفصائل أن يوحدوا صفوفهم. بحيث تصبح منظمة التحرير تعبيراً عن كل الفصائل. وليست أداة في يد هذا الشخص أو هذا الفصيل. بما قد نتصوره في الدول المستقلة. لكن من العبث أن يصدر عن قيادة تناضل للتخلص من الاحتلال.
أضيف إلي ضرورة الوحدة ما نقلته وكالات الأنباء عن وزير التعليم الإسرائيلي. في تعقيب علي فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة: انتهت القضية الفلسطينية إلي الأبد. ولن تكون هناك دولة أخري إلي جانب إسرائيل!!