محمد العزاوى
سيارات النقل ونزيف الأسفلت
علي مدي فترات طويلة نفاجأ بكارثة علي الطريق تحصد أرواح الأبرياء.. أعداد ضحايا نزيف الأسفلت مع شديد الأسف تفوق أعداد ضحايا الحروب وإزاء هذه الإحصائيات فإننا لا نري وقفة جادة تعيد للطرق الهدوء والأمان وتضع نهاية لهذه الحوادث التي تثير القلق وتنشر الرعب بين قطاعات كبيرة من أبناء المجتمع.. أمام هذه الكوارث لابد من تطبيق القانون بكل شدة لمواجهة رعونة السائقين وبعض أصحاب السيارات للحد من هذه الظاهرة المؤسفة.
الصورة الدامية التي صدمت الآباء والأمهات نتيجة تصادم أتوبيس المدارس بسيارة نقل معطلة علي طريق السويس ويبدو من التحقيقات المبدئية أن السائق اختلت عجلة القيادة في يده ودفع حياته ثمنا لهذا الخطأ كما لحقت به المشرفة علي الطلاب وتلميذ مازال في عمر الزهور علاوة علي عدد آخر من المصابين وهذا الحادث لن يكون الأخير وإنما سوف نشاهد كوارث أخري منها علي سبيل المثال سائق النقل المخمور الذي اقتحم أحد الأكمنة المرورية بطريق القاهرة - الإسكندرية والإحصائيات مليئة بأمثال هذه الحوادث.
في ضوء تزايد هذه الكوارث علي الطريق أصدر وزير الداخلية قرارا بمنع سير سيارات النقل علي طريقي الإسماعيلية والسويس في الاتجاهين من الساعة السادسة وحتي التاسعة صباحا ومن الساعة الواحدة ظهرا وحتي الرابعة مساء وذلك للحفاظ علي أرواح التلاميذ أثناء الخروج من الدراسة في هذه الفترات ورغم أن هذا الإجراء قد يؤدي إلي الحد من هذه الحوادث فإن الأمر يتطلب اتخاذ عدة إجراءات لتلافي هذه الحوادث التي تتكرر بصورة أثارت الإزعاج.. وهذه الإجراءات علي النحو التالي:
* التدقيق في منح التراخيص للسائقين وأصحاب السيارات والضرب علي أيدي المتلاعبين بهذه التراخيص.
* إجراء تحليل للمخدرات لكل سائق خاصة النقل وحرمان من يثبت تعاطيه للمخدرات من التراخيص لفترة في محاولة لردعه وحرمانه من الترخيص بصفة نهائية إذا تكرر منه هذا السلوك.
* تطبيق القانون بلا هوادة أو استثناء ضد الرعونة في القيادة إذ إنه قد تبين من الإحصائيات أن طريق مصر - الإسكندرية الصحراوي شهد تصادما لأكثر من 23 سيارة في وقت واحد نتيجة التهور وعدم الانتباه لما يجري علي الطريق.
* عقد ندوات لتوعية سائقي النقل وسيارات الأجرة حول ضرورة اليقظة والحذر والالتزام بقواعد قانون المرور. إذ إن القيادة تتطلب اليقظة الدائمة مع بيان تفصيلي بمدي خطورة تعاطي المخدرات وتأثيرها علي السائق أثناء السير علي الطريق.
هذه بعض الملاحظات في محاولة للحد من هذه الكوارث التي تحصد الأرواح ولعلها تعيد إلي الأذهان تلك العبارة التي افتقدناها والتي تتضمن أن القيادة "ذوق وفن ووعي وإدراك" ولابد من التكاتف واتخاذ كافة الإجراءات التي تحول دون سقوط أعداد أخري من الضحايا.