ماهر مقلد
نقطة تحول .. الثانية ظهرا ميدان التحرير
يوم الجمعة الماضى مررت فى ميدان التحرير فى الساعة الثانية ظهرا حتى شارع طلعت حرب ثم المركز التجارى الشهير البستان
كنت أسير على قدمى كانت الشوارع هادئة خالية تماما من مظاهر الزحام التى تشتهر بها بينما يقف على جانبى الطريق بعض رجال الأمن وهم يبتسمون فى وجوه العدد القليل من المارة.
فى السوق التجارية كانت المحال تعمل بشكل طبيعى والبعض يتابع الأخبار عبر شاشات التليفزيون توسط حركة ضعيفة من المترددين على المركز.
وسائل النقل العام تتحرك فى شوارع القاهرة بطريقة مثالية كونها غير مزدحمة بالركاب وتسير بسرعة مقبولة .
بعد ان انتهيت من المهمة داخل المركز التجارى تحركت إلى مبنى جريدة الأهرام فى شارع الجلاء وتجولت فى شوارع وسط المدينة والتى بدت كما لو كانت فى حقبة الخمسينيات هادئة حضارية، وتوقفت أمام مكتبة مدبولى الشهيرة وتصفحت عناوين الإصدارات الجديدة باعتبارها معلما من معالم وسط المدينة .
فى هذا اليوم كانت الابتسامة هى القاسم المشترك بين المصريين وهى ابتسامة لها مدلولاتها ، وتجيب عن أسئلة عميقة من بين هذه الأسئلة ان زمن من يحرك الحشود ولى وأن كل عقل مصرى راجح يفكر فى استقرار بلده وتجاوز صعوباتها.
كل من شاهد شوارع القاهرة فى يوم 11 نوفمبر تذكر جمالها وتمنى لو كانت على هذا الحال طوال العام . لا أنكر أن أصحاب المحال والمطاعم تضرروا من عدم وجود زبائن كما هى العادة كل يوم لكن المشهد كان غير مألوف .
جميع الأصوات التى تحدثت عن يوم 11 نوفمبر بالقدر الواجب من الاحتياط معها كل الحق فهذا من صميم عملها وواجباته لكن فى العقل الجمعى المصرى كان اليقين أن هذا اليوم هو يوم عادى جدا سيكون إجازة للراحة والخلود وعدم تحمل عناء مشقة النزول أو الخروج .
وكل هذا لا يعنى ان الأسعار الحالية تناسب دخول المصريين من يقول هذا يظلم الحقيقة لكن لا طريق للتغلب على هذا الواقع إلا بالانتماء وتفضيل المنتج المصرى والترشيد.