سامى عبد الفتاح
نحتاج المزيد من الخبرات والثبات النفسي
90 دقيقة عصيبة بحق.. لم أعش مثلها طوال مشوار حياتي. مشجعاً وناقداً.. حتي عبر منتخب مصر معركة غانا بهدفين. ليأخذ منتخب الفراعنة الخطوة الأكبر والأهم نحو مونديال روسيا. وبعد أن تمكن منا الفريق الغاني في الملعب طوال التسعين دقيقة. ولكن ربنا أكرمنا بهدفي محمد صلاح وعبدالله السعيد. وعبقرية الحضري. والروح القتالية لكل من أحمد حجازي وعلي جبر اللذين لعبا مباراة العمر أمام نجوم غانا. وأنهيا علي خير كل الهجمات الخطرة وتولي الحضري الباقي.. أكثر من 80 ألفاً في استاد برج العرب كانت قلوبهم تنبض من القلق وأحياناً من الخوف خاصة في الشوط الأول. حتي فتحت لنا السماء أبوابها في الدقائق الأخيرة مع غزوة تريزيجيه ليحصل علي ضربة جزاء. يحرز منها محمد صلاح هدف التقدم.. ومع بداية الشوط الثاني عادت نغمات القلق. مع الهيمنة الغائبة. حتي ابتسمت السماء مرة أخري بهدف عبدالله السعيد من هجمة مرتدة. وكان يمكننا الوصول إلي الثالث.. وبرغم نسبة الاستحواذ العالية للفريق الغاني. إلا أن لاعبينا بالروح العالية حققوا الهدف الغالي. وهو الفوز علي النجوم السوداء. وتحقيق الخطوة الأهم. إلا أنني أستعين هنا بكلمة كوبر بعد المباراة. بأن هذا الفوز مجرد خطوة مهمة جداً.. وبالتالي فإن منتخب مصر لم يحجز مكانه بعد في مونديال روسيا. ولا أن منتخب غانا خرج نهائياً من التصفيات في المجموعة الخامسة. لأن أمام الجميع 12 نقطة متبقية.. وإذا وصلنا إلي النقطة 13. فنحن بشكل مؤكد في مونديال روسيا.
ومع مباراة الأمس. فقد اعادت لي ذكريات المباريات الصعبة مع الجزائر قبل مونديال 1990. وفي المباريات الأصعب داخل مونديال إيطاليا أمام هولندا وايرلندا وإنجلترا.. فكانت المشاعر ملتهبة ومضطربة جداً. مثلما كان في مباراة الأمس. والضغط علي أعصاب الجميع ملتهب جداً. حتي بعد أن تقدمنا بالهدف الأول. لأن المسافة لم تكن بعيدة في أن يتمكن منتخب غانا في قلب الترابيزة في الملعب. لولا الهدف القاتل الذي احرزه السعيد في منتصف الشوط لتنتهي المباراة تماماً.. ورغم أن كوبر اعترف بأنه لعب علي الهجمة المرتدة لاستغلال اندفاع غانا. إلا أنه غامر بشدة وبسمعة منتخبنا الكبير. ولابد أن يغير هذا الفكر في الجولات القادمة. وقبل الدخول في منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية في الجابون بعد شهرين. وستكون هذه البطولة هي المحك الحقيقي لمنتخب مصر. الذي وضح أنه يحتاج للمزيد من الخبرات والتجانس والثبات النفسي أمام المنتخبات الثقيلة. لأن مشوار المونديال لن يكون نزهة.