خرجت "الآلة الإعلامية" التي يقودها بعض الإعلاميين ورجال الأعمال توجه الرأي العام إلي أن انتخاب "ترامب" أفضل بكثير من هيلاري كلينتون. لأنها كانت داعمة لجماعة "الإخوان" متناسين أن "باراك أوباما" هو الحاكم الآمر لما يدور في العالم. وما حدث من ثورات الربيع العربي التي دمرت أوطاناً بشعوبها.
هؤلاء تناسوا أيضاً أنهم نصبوا مهرجان "الفرح" وقت انتخاب "باراك أوباما" رئيساً لأمريكا في عام 2008 لنشأته الإسلامية وتعلمه للدين الإسلامي. هذا بخلاف تصريحاته عن الدين الإسلامي بأنه دين يتوافق مع العالم المتحضر. وهو دين متسامح. وذلك خلال منتدي تليفزيوني نظم في ولاية "بنسلفانيا" في حين أن الواقع الذي شهده العالم خلال تولي "أوباما" سدة الحكم. أثبت عكس ذلك. فالدمار يحيط بكثير من البلدان من الشرق إلي الغرب. وهدفه الأول والأخير مصلحة أمريكا والدولة الصهيونية. سواء أكان ذلك علي حساب العرب. أو الدولة الإسلامية. ألن يفعل ذلك "دونالد ترامب" عندما يتولي هو الآخر سدة الحكم في يناير المقبل؟!.. ومن هنا أطالب الإعلاميين المنتفعين وبعض مؤيديهم بعدم الإفراط في الفرح حتي لا نفاجأ بما لا يحمد عقباه أيها المتآمرين علي هذا الوطن.
كذلك خرج نفس الإعلاميين وبعض النخبة يهللون لموافقة صندوق النقد الدولي علي اقتراض مصر لحزمة "دولارية" تصل إلي 12 مليار دولار تصل الشريحة الأولي منه خلال ساعات مبررين مهرجان فرحهم بأن هذه الدفعة ستسهم في زيادة الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية إلي 23.5 مليار دولار. متناسين أيضاً أن هذه الزيادة لن تساهم علي الإطلاق في خفض أسعار السلع الغذائية التي ارتفعت بجنون. كذلك تعريفة النقل والمواصلات. بالإضافة إلي أنها لم تدفع بعجلة الاستثمار ولا عودة السياحة كما كانت قبل 2011. هذا بخلاف أنها لن تساهم في خلق فرص عمل جديدة لملايين الشباب في القطاع الحكومي وقطاع الأعمال. بل علي العكس فإن هذا القرض يزيد من ديوننا الخارجية التي نتأثر بها حالياً وسيتأثر بها أجيال وأجيال قادمة. طالما أن عجلة الإنتاج متوقفة. خاصة في ظل وجود آلاف المصانع التي تعمل في مجال الغزل والنسيج مغلقة بخلاف المصانع التي تعمل في مجالات مختلفة.