أشرف العشرى
أيهــا الديكتاتـور المنفـلت.. توقــف
لا شك أنه باتت تصيبنا حالة من التقزز والنفور بين الفينة والأخري، جراء تلك التصريحات والمواقف السخيفة التى تحمل مزيجا من الجهل والتطرف والغوغائية، التى يخرج بها علينا هذا الشخص المنفلت من كل عقال، السلطان الحائر رجب طيب أردوغان، حيث تعودنا منه طيلة العامين الماضيين مواقف عدائية وأقوالا متشنجة كثيرة.. كنا لا نتوقف عندها كثيرا، لكن ما صدر منه فى الأيام الماضية، وعبر حوار مطول مع قناة الجزيرة التى تتصف بالفجور الإعلامى بات يتطلب وقفة حازمة حاسمة فى وجه هذا الشخص الضعيف الذى يلجأ إلى العنتريات الفارغة بحق مصر ورئيسها على نحو غير معقول أو مقبول، حيث حالة العقلانية والحكمة والرشادة السياسية التى تلجأ إليها مصر، فى كل مرة ينطق هذا الرئيس ويقطر لسانه سما ضدنا جعلته شرا مطلقا يتمادى ويمارس هوايته فى الخرف والفلتان وتجاوز حدود الكياسة وآداب الحوار والتعليق ويلجأ إلى الكيدية السياسية اعتقادا ووهما دفينا بداخله أن هذا البلد «مصر» فى موقف ضعف أو تأزم، وبالتالى لن يبادله أو يقارعه الحجة والرد القاسى الذى يوقف خروجاته المعهودة وبذاءاته المرفوضة بعد أن تمادى فى تصريحاته المسيئة وانتكاساته المتكررة.
وبالتالى وجب علينا من الآن، أن نغير قواعد اللعبة السياسية، والاشتباك الدبلوماسى والإعلامى مع هذا الفجور التركي، الذى يمثل أردوغان بطغيانه وديكتاتوريته المعهودة رأس حربة ضد مصر فنجعل منه رأس الذئب الطائر عبر الرفض والتصدى بقوة وعنفوات سياسى ودبلوماسى وإعلامى يزلزل الأرض تحت أقدامه وأقدام حزبه المتصدع نصير قوى الظلام والجاهلية السياسية والفاشية الدينية ـ العدالة والتنمية ـ عبر تغيير تكتيكات التعاطى والتعامل مع أردوغان تركيا.
ونقول له أيها الديكتاتور المتهور، توقف.. لقد حان وقت الرد والحساب واننا لسنا عاجزين عن أن نكيل لك الصاع صاعين بأسلوب وآليات تحمل الهدوء والرصانة ولا ننجر إلى الدرك الأسفل من البذاءات والانحطاط الأخلاقى والإسفاف السياسى كما يفعل، ولكن عبر تنشيط حملات إعلامية ودبلوماسية تفضح وتكيل الاتهامات وتكشف المسكوت عنه وترفع الغطاء عن كل ممارساته اليومية بحق الشعب التركي، وفضح حملات الاعتقال وديكتاتورية الحكم الذى يمارسه ضد ضباط وجنود جيشه والقضاة وأساتذة الجامعات والمحامين والصحفيين، وفضح حملات الإغلاق والتجميد للصحف والمحاكمة الوحشية لشعبه، حيث بلغ عددهم حتى أمس 128 ألفا بعد حجة معالجة أحداث الانقلاب الوهمى فى 15 يوليو الماضي.
ناهيك عن فرصة فضح وكشف ممارساته بحق الأكراد وإغلاق أحزابهم واعتقال قادتهم كما فعل مع حزب الشعوب الديمقراطى واعتقال زعيمه صلاح دمرطاش وأكثر من 13 عضوا بالبرلمان، إضافة إلى حملات القتل والترهيب والتنكيل بحقهم التى وصفها بعض قادة ومسئولى الاتحاد الأوروبى بأنها أقرب الى الممارسات النازية.
حيث يجب أن ينطلق المسلك المصرى من قاعدة أن الجزاء لأردوغان وحكوماته سيكون من الآن فصاعدا من جنس العمل.
حيث سيكون من المعيب استمرار حالة الصمت والسكوت والتطاول كالمدفع الرشاش بالبذاءات والافتراءات وتصدير الاحتقان والنيل من عزيمة المصريين والوثوق برئيسهم عبدالفتاح السيسى سيد النهضة فى مصر حاليا وجيشهم الوطنى المحترف درع الانتصار وسيف المعجزات العسكرية والتنموية فى مصر حاليا دون أن نمتلك الرد والوقوف فى وجه هذا الشيطان فهذا غير مفيد ويجافى المنطق.
قد يقول البعض إن تلك الممارسات وهستيريا التصريحات غير المسئولة وغير المسبوقة التى تصدر عن هذا الشخص أردوغان الذى أدمن الهذيان بحق مصر نتاج طبيعى لشخص أصيب بهستيريا قاتلة بعد أن نسفت مصر والسيسى فى ثورة 30 يونيو حلمه فى اقامة وتدشين دولة الخلافة، وإن صار عدو نفسه وأن الطوق بات يشتد حول حكمه ورقبته فى تركيا نتيجة الممارسات الديكتاتورية التى تزداد يوما بعد يوم بحق شعبه حتى باتت تركيا فى عهده لم تعد الدولة التى يطمئن شعبها على العيش فيها أو إقامة مستقبل لأبنائهم وأحفادهم.. نعم كل هذا صحيح وسوف ينتظره مستقبل أسود نتاج ممارساته وطغيانه، لكننا لابد أن نحافظ على صورة مصر ورئيسها من الآن.
وبالتالى يجب ألا نترك المجال الآن أمام الذى لا يملك مؤهلات ومقومات منصب رئيس الدولة فى تركيا، بعد أن بات كل همه اليومى تزايد أعداد وأنصار حملات الكائدين والكارهين لمصر فى المنطقة والعالم، وهذا ما فشل فيه بامتياز بعد أن انكشف وجهه وصورته المشوهة وسجله الحافل بالانتهكات والعنصرية الدموية بحق شعبه وجيرانه.
أكتب من منطلق المدافع عن الوطن والشعب المصرى ورفض تلك البذاءات والتطاولات بحق رئيسنا من شخص فقد صوابه وبات همه الأول والأخير توفير احتشاد ثأرى مسموم ضد شخص السيسى ونجاحاته، باعتباره قوة عنفوان هذا الوطن وبالتالى وجب علينا وأكرر، أن نغير قواعد اللعبة والاشتباك السياسى والدبلوماسى والإعلامى مع ديكتاتور تركيا ونظامه، ولتكن البداية البدء فى إجراءات الطلاق البائن لمجمل العلاقات المصرية ـ التركية طيلة عهده أو حتى يعود الى جادة العقل والصواب ويقدم فروض الطاعة والاعتذار والأسف والندم على كل ما بدر منه تجاهنا، وأولى إجراءات هذا الطلاق البائن قطع وتجميد العلاقات بجميع أشكالها السياسية والاقتصادية والتجارية، ومنع الاستيراد من تركيا والبحث عن أسواق بديلة.. فتلك ستكون صفعة قوية لأردوغان وحكومته ورجال أعماله، وعندها يزداد الغضب عليه هناك ويطالبونه بالتوقف وأن ينظر إلى نفسه وصورته فى المرآة حيث سيكون لسان حالهم له، انظر.. ماذا فعلت وتفعل بعلاقاتنا بمصر وصورة تركيا فى الإقليم والعالم.
نعم حان الوقت فى مصر لرفع الغطاء عن شخص أردوغان وتغيير تكتيكات التعاطى مع انحرافاته ضدنا على نحو جذرى ونقول لبؤساء السفه الذين يؤيدون ويناصرون السلطان الفاشل من جماعة الإخوان وقطر، اذا كان يروق لكم ما ترونه يجرى فى تركيا الآن فمن دون شك سيأتى يوم قريب تندمون وتعشقون مصر فى عهد السيسي.