صبرى حافظ
كوبر «الملاكم».. وشخصية المنتخب
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع فوز منتخبنا على غانا، بعد مرور ربع ساعة من بداية المواجهة زاد الكابوس مع مرور الوقت واقتراب المنافس كثيرا من هز الشباك حتى تمنى الكثيرون أن تنتهي المباراة بدون أهداف بسبب الطوفان المتواصل للمنافس.
لم يصدق البعض حصول تريزيجيه على ركلة جزاء صحيحة بذكاء كبير حتى عندما حصلنا عليها كان البعض متشائما من عدم استغلال الفرصة والتقدم لكسر التفوق الميداني للنجوم السوداء.
تنفسنا الصعداء بعد هدف صلاح وكلنا تخوف من كابوس الشوط الثاني، أعاد اللقاء ذكريات الملاكم الأسطورة محمد على كلاي فكان الطوفان أشبه بملاكم يتلقى الضربات بشراسة في أحد أركان الحلبة والآخر يحاول أن يفلت منها ويلدغ لدغات «كلاي» لتصيب المنافس بالضربة القاضية.
فوز المنتخب لم يكن ضربة حظ، حيث وضح كما قلت في نفس الزاوية قبل عشرة أيام تقريبا أن مواجهة غانا ليست كالمواجهات الأفريقية، وبدون مبالغة فغانا أفضل منتخب في أفريقيا، حيث كان اللاعبون أكثر سرعة ومهارة وقدرة على تنفيذ التكتيك والتمركز الدفاعي والهجومى الجيد.
من الصعب على أي منتخب مجاراة المنتخب الغاني بسبب المقومات التي يتمتع بها وكان الأرجنتينى هيكتور كوبر من الكياسة والفطنة حين قرأ المنافس جيدا ولعب بخطة متوازنة وتكتيكية تغلق مفاتيح اللعب حتى لو أعطت المنافس أفضلية في الاستحواذ وامتلاك الكرة مراهنًا على تماسك خط دفاعه والاعتماد على المرتدات، خاصة أن المنافس أضعف خطوطه الدفاع.
ساعد كوبر عدة عوامل، أهمها روح جديدة لم نرها من زمان من المؤكد أنه صاحب الفضل في عودتها.. روح الرجال في الأوقات الصعبة.. روح عدم الاهتزاز والضعف والطوفان قادم ومتواصل وروح البقاء والتفوق تنتصر رغم كل الصعاب.
كوبر راهن على خط دفاعه الذي كان أضعف الخطوط ووضح أنه«حفظ» لاعبيه مهام ظهرت بصمتها في التغطية والتمركز وكان خط الدفاع الأول «الوسط» ولعب طارق حامد «الجندي المجهول» والنني، دورا بارزا في تصعيب المهمة أمام المنافس ولأول مرة منذ 2010 يعود احمد فتحي لرونقه من جديد، تحمل عبء هذه الجبهة اليمنى التي تحرك فيها لاعبو غانا لعدم مساندة محمد صلاح له عكس محمد عبد الشافي الذي خففت انطلاقات تريزيجيه من الضغط عليه رغم تكليفات كوبر لفتحي وعبد الشافي بعدم التقدم لسرعة اندريه وجوردان واوكاسو.
ولأن التوفيق لا يأتي إلا لمن يستحقه فكان ذكاء تريزيجيه وراء ركلة الجزاء التي خففت من ضغط الكابوس وظهر الضوء من بعيد في نفق مظلم..