شوقى الشرقاوى
أوراق .. الشعب المصري "سيد نفسه"!!
نعم.. الشعب المصري سيد نفسه وسيد قراره.. لا يسمع ولا ينساق ولا يخضع لأي تعليمات من أي جماعات إرهابية أو غير ارهابية.. هو شعب يعرف قيمة حضارته.. ومقدار ما قدمه أجداده للبشرية يتحمل ما لا تتحمله شعوب أخري ويتحدي الصعب ويتحرك ويثور في الوقت الذي يحدده من أجل مستقبل وطنه.
هذا هو شعب مصر الذي رفض يوم الجمعة الماضي الموافق الحادي عشر من نوفمبر الحالي دعوات الخروج والتخريب والنهب والسلب والبلطجة بل وضرب مثلا للعالم كله بأنه شعب متحضر ومسالم يعرف قيمة الوطن والمواطنة.. كما انه يعرف قيمة الصداقة وكيفية التعامل مع الغير.
نعم.. شعب مصر قدم السبت بهذا الموقف الوطني العظيم.. وعلي الحكومة التي تضغط علي أنفاسه ان تقدم الأحد.. وترحمه من غول زيادة الأسعار الذي جعل المعيشة نارا.. وتقوم بتوفير السلع الأساسية.. لأنه لا يعقل في بلد تنتج السكر وتصدر الأرز ان يشكو أهلها من عدم توافر هاتين السلعتين اللتين يتم بيعهما في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة جدا.
شعب مصر يطلب من الحكومة ان تخفف الضرائب وتجعلها ضريبة موحدة لأنه لا يمكن لموظف غلبان ان يسدد عدة ضريبة من مرتبه المعدم.. فمثلا الموظف الغلبان أمثالنا يتم خصم الضرائب من مرتبه وقبل ان يصل إلي يديه وإذا رزقه الله سبحانه وتعالي من تحويشة أو جمعية أو ارث عن أسرته واشتري شقة تمليك ويسدد لها اقساط من دم قلبه تطالبه الحكومة بضريبة عقارية يسددها من الباقي من مرتبه.. وآه لو استطاع ان يمتلك محلا ولو متر في متر فانه سيسدد الضريبة مضاعفة عن نفس المكان ولنفس الوزارة وهي وزارة المالية.. الأولي الضريبة العامة والثانية الضريبة العقارية.
شعب مصر يطلب من الحكومة ان تتدخل لايقاف غول زيادة الأسعار الذي يلتهم كل المرتبات والحوافز خاصة وان الجنيه اصبح يساوي ثلث قيمته بعد تعويمه واغراقه في مستنقع الدولار وبالتالي فإن المرتب الذي يبلغ ثلاثة آلاف جنيه فإن قيمته السوقية الآن حوالي ثلث قيمته قبل تعويم الجنيه.
شعب مصر تحدي وتحمل الصعاب.. لكنه يرفض الزيادة المستمرة في أسعار كل شيء في الوقت الذي تقل فيه قيمة الجنيه.. ومن ثم لابد من زيادة في المرتبات تعيد الأمور إلي نصابها لأن المطحون الوحيد في معترك هذه الزيادات هو الموظف الغلبان الموضوع تحت كماشة الضرائب والمهدد بترك وظيفته تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي بضرورة تقليل حجم العمالة في كل الوزارات والمصالح الحكومية.
كلمة هامة:
نعم.. الشعب المصري "سيد نفسه" ويرفض كل ما يضره أو يضر وطنه.. وفي نفس الوقت يريد أن يعيش بعيدا عن هذه الضغوط التي قطعت أنفاسه!