مؤمن الهباء
شهادة .. يا ملك التنبؤات!!
أثبت القرد الصيني المعروف باسم "غيدا" أنه أكثر ذكاء ومهارة من كل مراكز استطلاع الرأي والمحللين الاستراتيجيين الذين أكدوا لآخر لحظة أن هيلاري كلينتون هي الفائزة حتما في انتخابات الرئاسة الأمريكية.. بينما اختار القرد العبقري دونالد ترامب وصدقت نبوءته.
القصة معروفة.. عندما خير القرد العجيب بين هيكل مجسم لترامب وهيكل آخر لهيلاري فكر ملياً.. ثم ذهب مباشرة إلي هيكل ترامب وسارع باحتضانه وتقبيله.
هذا القرد الصيني يسمونه "ملك التنبؤات" بسبب صدق تنبؤاته في العديد من الاختبارات التي وقع فيها.. وقد نشر خبر اختياره لترامب في صحف العالم أجمع.. لكن أحداًَ ساعتها لم يأخذ الموضوع علي محمل الجد.. واعتبر الأمر مجرد "نكتة".. حتي ظهر للكافة أن القرد "سره باتع".
والآن نحن حائرون.. بعضنا يعتقد أن ترامب فأل خير لنا.. وبعضنا الآخر يحذر من الشر الآتي علي يد هذا الرئيس المنتخب.. هناك شعوب حسمت أمرها وحددت موقفها.. أما نحن فمازلنا حائرين لا نعرف إن كان ترامب عدواً أم صديقاً.
هل يمكن أن يساعدنا القرد الصيني ويخرجنا من هذه الحيرة وتلك الورطة؟!
هل تستطيع أن تختار لنا يا ملك التنبؤات وتريحنا من التشتت الذي نعانيه.. وتقول لنا بحاستك الفذة.. هل ترامب صديق أم عدو؟!
بعض المحللين عندنا يقولون إن ترامب ليس مفاجئاً هو يمثل الوجه الأمريكي الحقيقي بلا رتوش أو تجميل.. فقد وصف بأنه جاهل متكبر ويفتقر إلي الخبرة السياسية وعنصري يميني يحتقر المرأة ويتحرش بالنساء وكاره للإسلام والمسلمين.. يريد اغلاق حدود بلاده في وجوههم ووجوه غيرهم من فقراء المكسيك وأمريكا اللاتينية.. حسنا.. ما الجديد في ذلك؟! أليست هذه هي أمريكا التي تأتي ألينا بدباباتها وقاذفاتها وعملائها وتقتل الملايين منا.. وتبذر بذور الحروب الطائفية وتغيير الأنظمة.. وتنشر الفوضي الدموية.. وهل كانت السيدة هيلاري تهيم حباً وغراماً في المسلمين؟!
ربما اختلف المرشحان ـ هيلاري وترامب ـ حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية.. لكنهما اتفقا علي أرضية احتقار العرب والمسلمين.. والاختلاف بينهما في طريقة التعبير.. أما الجوهر فواحد.
فريق آخر من المحللين يري أن انتخاب ترامب رئيساً لأمريكا يمثل زلزالاَ يهز العالم بأسره وليس منطقتنا العربية فقط فالرجل الذي اكتفي بالتلصص علي ملكات الجمال عند تغيير ملابسهن لم يكن لديه الوقت الكافي ليقرأ أو يعرف أن أمريكا لم تصل إلي ما وصلت إليه من قوة وتقدم إلا بعد أن عرفت قيمة المساواة وحرية التعبير وحق الآخر وفتحت ذراعيها لكل الجنسيات لكي تتعايش في مناخ من التنوع واحترام الآخر وحقوق الإنسان.. هذه هي أمريكا القوية التي لا يعرفها الرجل الذي جاء إلي رئاسة الجمهورية حاملاً لمشروع عقائدي متطرف قادر علي إيذاء ليس فقط العالم العربي وفي القلب منه مصر. وإنما أيضا أمريكا ومعها العالم أجمع.
فريق ثالث يقول إن ترامب سيكون صديقاً جيداً وحليفاً يعتمد عليه.. ويكفي أنه لن يتدخل في شئوننا الداخلية.. ولن يصدعنا بالحديث عن حقوق الإنسان.. وسوف ينفذ وعده بأن يضع الإخوان في قائمة الإرهاب الأمريكية.. وبالتالي لن يتواصل معهم ولن يدعمهم مثلما كانت ستفعل هيلاري لو فازت.
فريق رابع من المحللين السياسيين يحذر من أن تحالف ترامب مع نتنياهو والتيار المتطرف في إسرائيل سيكون وبالاً علي العرب جميعاً.. وعلي القضية الفلسطينية يوجه خاص ¢راجع صفحة من قلب إسرائيل بصحيفة الأخبار أمس الأول الأحد 13 نوفمبر 2016¢.
ترامب الذي تزوجت إحدي بناته رجلاً يهودياً وتهودت بنت أخري صاغ سياسة إدارته تجاه إسرائيل بلسان نتنياهو.. فالرجل سوف يعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية .. وسينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس.. وسيطلق الاستيطان بلا حدود في الأراضي الفلسطينية.. وسيمنع أي تدخل دولي أو إقليمي في المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكنه سيشترط علي الفلسطينيين الاعتراف بأن إسرائيل دولة يهودية ولليهود.. وسيجبرهم علي تغيير مناهجهم الدراسية حتي لا تكون إسرائيل هي العدو.. ومن الممكن أن يسلم القضية الفلسطينية برمتها لصديقه بوتين.
لذلك كله احترنا واحتار دليلنا.. هل ترامب هذا خير لنا أم شر.
ساعدنا يا ملك التنبؤات.