الوطن
محمد صلاح البدرى
عزيزى وزير الصحة.. سيادتك مزهقتش؟!
أعتقد أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار ترددت كثيراً فى اتخاذه.. ربما كان هو الأنسب فى هذا التوقيت.. أو ربما تأخر بعض الوقت.. لا يهم.. المهم أننى سأفعلها أخيراً!!!

لقد اتخذت قراراً ألا أكتب أو أنتقد السيد وزير الصحة مرة أخرى! نعم.. لن أكتب مرة أخرى عن وزارة الصحة المصرية وما تعانيه فى ظل قيادة سيادة الوزير الحالى، الأمر لا يعود إلى تغير فى قناعاتى تجاه صلاحية سيادته للمنصب.. ولا لتغير فى سياساته فى الوزارة إلى الأفضل.. بل لسبب ربما يكون أقوى بكثير من ذلك، لقد قررت التوقف عن الكتابة عن سيادته لأننى «زهقت».. نعم سيدى الوزير.. لقد أصابنى الضجر من الكتابة عما تفعل دون أن يسمع أحد.. لقد مللت من كشف كل أنواع القصور الذى يحدث يومياً فى القطاع الصحى دون أن يتحرك أحد ممن يهمهم الأمر لإيقاف تلك المهزلة! وإنقاذنا من كل هذا التخبط.. ومن سيادتك.. لن أكتب ثانية عما تعانيه الوزارة فى ظل قيادتك.. لن أتحدث عن كل قراراتك التى اتخذتها.. وكل التدهور الذى تعانى منه الوزارة فى عهدك مرة أخرى.. لن أكتب مرة أخرى كيف بدأت سيادتك فترة الوزارة بمعركة «مفتعلة» مع نقابة الأطباء.. ولن أذكر ثانية تصريحات سيادتك أن «خريجى كليات الطب فى مصر لا يصلحون لمزاولة المهنة».. لن أتحدث عن أزمات الدواء المتتالية فى عهد سيادتك.. التى بدأت من زيادة أسعار الأدوية منذ عدة أشهر.. والتى كانت كلمة السر فى كل تلك الفوضى فى سوق الدواء.. ثم أزمة ألبان الأطفال.. التى بدأت بقرار متسرع من سيادتك وانتهت بتصريح استيراد القوات المسلحة للألبان الذى زاد الطينة بلة.. حتى الأزمة الحادة فى المحاليل الطبية التى تعصف بالمستشفيات والمرضى على حد سواء منذ شهور وإلى الآن دون أن تحرك سيادتك ساكناً.. أو تصرح بما يجعلنا ندرك أن سيادتك على علم بها على الأقل.. اطمئن سيدى.. فلن أذكر عنها شيئاً يا سيدى.. لن أذكر حجم النقص فى أدوية التخدير بالأسواق فى الأيام الأخيرة إلى الدرجة التى قررت الكثير من المستشفيات التوقف عن إجراء العمليات الجراحية «غير الطارئة».. وجعل المواطن مضطراً أن يلجأ للقطاع الخاص الذى يزيد من أعبائه المادية.. فى فترة عصيبة على الجميع! هل تعرف «الأتروبين» سيدى الوزير؟.. إنه ذلك العقار الذى لا غنى عنه فى غرفة العمليات أبداً.. والرخيص الثمن للغاية.. إنه أساسى لإنقاذ حياة المريض أثناء التخدير.. إنك تعرفه جيداً بكل تأكيد وأنت أستاذ لجراحة العظام فى الأساس.. كنت أود أن أخبرك أنه غير موجود تماماً فى المستشفى الذى أعمل به.. ولكننى لن أخبرك بهذا.. لا يستدعى الأمر أن أزعج سيادتك وأملأ الدنيا صراخاً لسبب تافه كهذا.. حتى السياسات الداخلية لسيادتك فى الوزارة نفسها.. واستقدام أكثر من سبعة عشر مستشاراً من أصدقاء سيادتك بمكافآت شهرية من ميزانية الوزارة المحدودة.. التى ترفض سيادتك بسبب ضآلتها أن تنفذ حكم المحكمة بصرف بدل العدوى المستحق للأطباء العاملين بالوزارة.. لن أذكر شيئاً منها.. أما بدل العدوى نفسه.. فلن أذكر أنك تعمل جاهداً للامتناع عن صرفه حتى الآن.. لن أذكره أبداً.. لقد كنت ضيفاً فى إحدى ورش العمل عن اقتصاديات الصحة بمؤتمر الشباب الأول بشرم الشيخ وكنت سيادتك ضيفاً فى نفس الورشة أيضاً.. هل تذكر سيدى؟..

لقد عرض الشباب فيها مشاريع متعددة لزيادة ميزانية الوزارة بأساليب مبتكرة.. أساليب نالت إعجاب الجميع.. لن أذكر لأحد كيف أن سيادتك قد علقت عليها أنها كلها أفكار «يتم تنفيذها».. وأن الوضع الصحى «يتحسن» باستمرار!! وهو تصريح يدل على أن سيادتك ربما تعمل وزيراً فى دولة أخرى غير وطننا الحبيب.. لن أذكر أن مسئولاً رفيعاً سألنى بعدها عما سيفعله أى وزير للصحة بدلاً من سيادتك أكثر مما تفعله.. فكان ردى أنه سيحتاج أولاً إلى عامين على الأقل ليرمم آثار العام الذى توليته سيادتك.. وليعود بمستوى الأداء فى الوزارة لما كان عليه منذ عام مضى..سيدى الوزير.. لن أنتقد سيادتك لأننى أدركت أنه لا فائدة من الحديث والكتابة والكلام.. فلا أحد يسمع أو يرى.. لن أزعجك سيدى مرة أخرى.. لأننى وجدت أن سيادتك لا تنزعج أبداً.. لقد مللت حقاً سيدى الوزير مما أكرره كثيراً.. لقد «زهقت» فعلاً.. سيادتك مزهقتش؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف