الوطن
د. محمود خليل
هل تتعرض إيران لضربة عسكرية؟
هل هناك ترتيب لضرب إيران؟.. أحداث ووقائع عديدة تجمعت فى أفق الأيام الماضية تستحق التوقف أمامها: أولها افتتاح قاعدة عسكرية بريطانية جديدة فى البحرين، وأنت تعلم أن إيران تعد هدفاً قريباً للبحرين، كما تتشارك الدولتان فى حدود بحرية. وثانيها الاتهام الذى وجّه إلى إيران بأن معامل المياه الثقيلة بمنشآتها النووية تجاوزت المعايير المقبولة من جانب الغرب، وثالثها الأحاديث المستفيضة لترامب -خلال حملته الانتخابية- التى أعرب فيها عن رغبته فى الانسحاب من الاتفاق النووى مع إيران، حال وصوله إلى الحكم، وقد خرجت أصوات من واشنطن تؤكد أنه لا مانع من الانسحاب من الاتفاق، انطلاقاً من أن هذا الاتفاق غير ملزم قانونياً للولايات المتحدة. الواقعة الرابعة وهى ذات علاقة بالأولى (القاعدة البريطانية فى البحرين) وتتصل بالدعوة التى وجهها الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب إلى رئيسة وزراء بريطانيا لزيارة واشنطن فى أقرب وقت ممكن!.

مجموعة الوقائع السابقة تؤشر إلى أن ثمة ترتيباً ما يحدث فى مطابخ الغرب فيما يتعلق بإيران، فالولايات المتحدة الأمريكية اعتادت توظيف الحليف البريطانى فى عملياتها العسكرية بمنطقة الشرق الأوسط، حدث ذلك -على سبيل المثال- أثناء عملية غزو العراق 2003، فى إطار الشراكة التى انعقدت بين «بوش وبلير». ولا يستطيع أى مراقب أن يستبعد ترحيب طرف ثالث فى المنطقة بمثل هذه الخطوة، بل واستعداده للمشاركة فيها، وهو الطرف الإسرائيلى، فإسرائيل تتبنى موقفاً داعماً لفكرة التخلص من المشروع النووى الإيرانى، وليس من المستبعد إذا حدث هجوم على إيران أن تكون شريكاً فيه، خصوصاً أنه من المتوقع ألا يتجاوز هذا الهجوم -فى مراحله الأولى- مسألة قصف المنشآت النووية الإيرانية.

ثمة أحاديث عديدة تدور خلال الأسابيع الأخيرة عن تقارب مصرى - إيرانى، ربما لم يأخذ التقارب بعد شكل الخطوات الرسمية المعلنة، لكن مواقف عدة تبناها صانع القرار المصرى تؤشر إلى ذلك، لعل أبرزها وأكثرها دلالة موقفه من الحرب الأهلية التى تشهدها سوريا، ومعاكسته للموقف السعودى - الأمريكى، الأمر الذى استفز المملكة ودفعها إلى اتخاذ القرار الذى تعلمه بوقف اتفاقية ضخ البترول إلى مصر، ولعلك تعلم أيضاً أن مصر تتفاوض حالياً مع العراق للحصول على البترول، والعلاقة الوثيقة التى تربط ما بين النظامَين العراقى والإيرانى لا تخفى على كل ذى بصر. وليس بمقدور أحد أن يستبعد موضوع التقارب المصرى - الإيرانى وهو يفسر حالة الهزة التى أصابت العلاقات المصرية - السعودية، وقد دخلت العلاقات المصرية - الإماراتية هى الأخرى على الخط خلال الأيام الأخيرة، بعد أن كشفت شركة «دانة غاز» الإماراتية أنها ستراجع خططها الاستثمارية فى مصر خلال عام 2017، فى حالة عدم سداد مصر المستحقات المتأخرة عليها خلال الفترة المقبلة. لا يستطيع أحد أن يجزم بأن مجموعة الحوادث أو الوقائع التى سردتها لك تشكل مقدمات يمكن أن تترتب عليها نتيجة تتمثل فى هجوم ثلاثى (أمريكى - بريطانى - إسرائيلى) على إيران، ولكن يبقى أن علينا فى مصر أن نحسب ونتحسب لخطواتنا، لأن وقوع أى هجوم على إيران سيكون له صداه على المنطقة بأسرها، خصوصاً أنها ترقد حالياً على فوهة بركان، قابل للانفجار فى أى وقت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف