بينما تشرع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقانونية البؤر الاستيطانية وبمنع رفع الآذان في جميع مساجد الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل عام 1948، لايزال الفرقاء الفلسطينيون يتصارعون.
وبينما القضية الفلسطينية تنزلق يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام إلى منحنيات النسيان، مازالت قيادات ما يسمى بالعمل الفلسطيني تتصارع فيما بينها ..فالصراع الفلسطيني-الفلسطيني أصبح على مايبدو هو عنوان المرحلة. وشر البلية هو أن الجهود والطاقات الفلسطينية الهائلة التي كان يمكن أن توقف بلطجة وغطرسة ولامبالاة الاحتلال الإسرائيلي بكل القيم والمواثيق الإنسانية والقانونية والأخلاقية تتجه إلى تلك الرغبة المجنونة في تحطيم وتدمير وإجلاء الأخ الفلسطيني، بدلاً من توجيه تلك الطاقات مجتمعة وموحدة إلى تحرير الأرض المحتلة . وحتى الآن لا نجد تغيراً في مواقف الأخوة الفلسطينيين تجاه تلك القرارات الإسرائيلية التي تسير وفق إستراتيجية إسرائيلية عنوانها الاحتلال وتكريس الاحتلال، من خلال فرض وتطوير الأمر الواقع المخالف لكل المواثيق والأعراف. وبعد القرارات الاسرائيلية الأخيرة حري بقادة الفصائل الفلسطينية كلها دون استثناء الكف الفوري عن صراعهم العبثي وأن يدركوا الآن قبل فوات الوقت المتبقي أن المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية برمتها لم يتبق أمامهما وقت طويل حتى يصبحا نسياً منسياً. فمتى يكون الرد العاجل من الفلسطينيين على القرارات الاسرائيلية هو المصالحة بين قيادات فتح المتصارعة , والمصالحة بين حركة فتح وبقية الفصائل والمنظمات الفلسطينية وبدون هذه المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.. لا أمل في تحرير الأرض أوصيانة العرضً.