مرسى عطا الله
كابوس ترامب وأرامل الربيع العربى !
أرامل الربيع العربى يحلمون بأن تتحول المظاهرات الرافضة لانتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا إلى ربيع أمريكى ينشر الفوضى والعنف بمثل ما أحدثه الربيع المزعوم فى أوطاننا.
أرامل الربيع العربى يتباكون على هزيمة هيلارى كلينتون التى دنست ميدان التحرير فى القاهرة عام 2011 دون أن تستأذن مسئولا واحدا فى مصر لكى تدشن واقع الفوضى المبتغاة التى روجت لها أمريكا منذ عام 2004 بعد غزو العراق عام 2003 وتفكيك أوصال الدولة وتسريح الجيش العراقى والشرطة العراقية ونثر بذور التقسيم العرقى والطائفى والمذهبى فوق أرض الرافدين.
أرامل الربيع العربى يكتبون تحليلات مضحكة يصفون فيها فوز ترامب بأنه كابوس ويعتبرون هزيمة هيلارى كلينتون بأنها نهاية الحلم الأمريكى وينسون أن الشعب الأمريكى اختار ترامب ــ رغم كل عيوبه الظاهرة ــ لحماية أمريكا والعالم بأسره من حماقة سياسات أوباما وهيلارى التى تبنت قيام تنظيم داعش الإرهابى فى إطار الرهان على أكذوبة الشرق الأوسط الجديد تحت رايات الإسلام السياسى الموالى لأمريكا.
أرامل الربيع العربى يغيب عنهم أن الشعب الأمريكى انتخب دونالد ترامب بكل ما يعبر عنه من تطرف واندفاع وانفلات لفظى بعد أن ذاق الأمرين على يد إدارة أوباما التى هوت بسمعة أمريكا إلى الحضيض وأفقدتها هيبة الدولة العظمي!
أرامل الربيع العربى يتباكون على المرأة التى ــ كانوا ومازالوا ــ يرونها حامية لحقوق الإنسان وداعمة لتمويل المنظمات الأهلية فى الدول الأخرى على حساب دافع الضرائب الأمريكى ويتناسون أن ذلك كان من بين العوامل التى أثارت حنق الأمريكيين ضد سياسات الحزب الديمقراطى وتأثيراتها السلبية اقتصاديا واجتماعيا على الأمة الأمريكية.
وأقول فى النهاية مطمئنا كل الأرامل.. لا تبالغوا فى الأوهام لأن أمريكا ــ قبل وبعد ترامب ــ دولة مؤسسات تملك القدرة على ضبط إيقاع أى رئيس وترشيد سياساته دون الحاجة إلى ربيع أمريكى مدمر وفوضوي!
خير الكلام:
<< عندما يكثر الجهلاء تزداد غربة الحكماء!