الجمهورية
احمد الشامى
الشعب ينتصر.. والجماعة تنكسر
أخيراً انتهي عصر هيلاري ديان كلينتون المرشحة لانتخابات الرئاسة الأمريكية. إلي غير رجعة بعد سنوات من الجدل حول استخدامها "سياسة الأفاعي" في الشرق الأوسط بتعيينها وزيرة للخارجية الأمريكية خلال الفترة الرئاسية الأولي لأوباما منذ 2009 وحتي عام 2013. إذ حرصت علي توطيد علاقتها بالتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط. وكانت تفتخر بصداقتها لجماعة الإخوان ودعمتهم للصعود إلي حكم مصر عام 2012. واعتبرت وقتها أن مرسي "رئيساً معلماً نحو تحقيق الديمقراطية". بعد أن عقدت معه ومحمد بديع مرشد الجماعة ونائبه خيرت الشاطر في ذلك الوقت. لقاءات عدة. عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية. وعرضت مؤامراتها تلو الأخري علي مرسي لإسقاط الدولة ومنها هيكلة وزارة الداخلية المصرية لتمكينه من الحكم في مواجهة الجيش.
أظهرت الانتخابات التي انتهت بفوز ترامب مدي الفساد المتفشي في الإعلام الأمريكي ومراكز استطلاعات الرأي اللذين تم تسخيرهما لتلميع "هيلاري" والحديث عن الفوز الساحق الذي ستحققه. ونسي فلاسفة القنوات التليفزيونية والصحف الأمريكية أنهم يتحدثون إلي شعب مثقف يقود العالم لا يمكن توجيهه بطريقة هيلاري "الإخوانية" بزجاجة زيت أو كيلو سكر وإشاعات مغرضة. لأنه بالفطنة ولا تنطلي عليه خدع المحتالين ويعلمون أن كلينتون هي من أشعلت الحروب في الشرق الأوسط بدعمها للإرهاب ما أدي إلي سقوط الكثير من الدول العربية في مقدمتها ليبيا وسوريا بعد أن سبقتهما العراق. كما أنها أسهمت في إقامة تنظيمات دموية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية بأموال تركيا وقطر بزعم إسقاط نظام الأسد. لكنها خططت لتنفيذ الشرق الأوسط الجديد.
بعد السقوط المدوي لهيلاري كان لابد من انكشاف إرهابيي الإخوان وفشلهم في الدعوة ل "ثورة الغلابة" المزعومة في 11/11 فقد اختاروا هذا الموعد مسبقاً ليكون بعد ثلاثة أيام فقط من الانتخابات الأمريكية. وهو يوم 8/11. ووصول هيلاري للرئاسة. لكن الشعب المصري الواعي انتصر. وانكسرت الجماعة وضاع حلمها في نشر الفوضي بمصر إلي الأبد. إذ يعيش قياداتها وحاشيتهم من مدعي الإعلام بأفخر فنادق اسطنبول والدوحة ويحصلون علي أموال بلا حساب في الوقت الذي يطالب فيه "تميم" شعبه بالتقشف وينفق مليارات الدولارات سنوياً علي دعم الإرهاب خصوصاً الإخوان وداعش وجبهة النصرة. ولذا علي نظامي تركيا وقطر أن يعلما أن زمن دعم الإرهابيين في مصر برعاية أوباما وهيلاري مضي دون عودة. لأننا لن نظل مكتوفي الأيدي أمام هذه التصرفات الحمقاء. خصوصاً بعد موافقة صندوق النقد علي قرض ال 12 مليار دولار وبدء تعافيها اقتصادياً بدعم من الاستثمارات بحسب شركة ستاندرد آند بورز العالمية.
أقول لكم: إن وليد فارس مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب أكد عقب إعلان نتيجة الانتخابات أن ترامب سيمرر. والذي ظل معلقاً داخل الكونجرس لعدة أعوام بسبب عدم تصديق "مشروع قانون اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية الذي كان يدعمهم أوباما. ولذا لم يكن أمام قيادتها سوي اللجوء إلي أردوغان "صاحب الصدر الحنون للإرهاب" لمطالبته بمساندتهم فانطلق "بائع السميط" التركي يهاجم مصر عبر قناة الخيانة والعمالة "الجزيرة" مدعياً أن القاهرة تدعم الكيان الموازي الذي يتزعمه فتح الله. ويبدو أن تركيا وقطر تشعران بخيبة الأمل والمصير الأسود الذي ينتظرهما بعد وصول ترامب إلي الحكم ولم يجدا سوي مهاجمة مصر وسيلة للتعبير عن سخطهما. لكن يقيني أن الأيام المقبلة ستكون حُبلي بالمفاجآت السيئة التي ستطيح بنظاميهما إلي الهاوية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف