الجمهورية
نادر مصطفى
الشعب يستحق
عديدة هي علامات التفاؤل لمن يريد.. ساد الاستقرار مياديننا وهب خريف المظاهرات علي الولايات المتحدة وتوقفت عملتها بعد أن كادت تصدم الجنيه المصري وعاد جمهور الكرة المصرية يصرخ من الفرحة في البيوت والمدرجات.. وشهد البنك الدولي لنا رغم كل ما تعرضنا ونتعرض له من حملات تشويه عالمية منظمة..
ينقصنا الآن ترسيخ نظام يحدد لكل منا حقه ويعطي للآخرين حقهم.. يمنع التاجر بشكل كامل من استغلال المشتري ليأخذ البائع مكسبه الحلال ويعطي الدولة الضرائب المستحقة قانوناً.. نظام له دقة جهاز الكمبيوتر وفاعلية التطبيق علي كل شبر من أراضينا.. يسمح بمتابعة الدولة لكل فاتورة في دكان بقالة أو عيادة طبيب أو صالون حلاقة أو حتي غرفة درس خصوصي..
نظام يجيد طرح خمسة أسئلة ويحصل علي اجابات دقيقة لها: من يحصل علي ماذا؟ أين؟ ومتي؟ وكيف؟.. هذا هو تعريف عالم يدعي هارولد لاسويل للسياسة.. لكن طالما ظل سائق التاكسي لا يعترف بالعداد كأداة معتبرة لحساب التكلفة ويتعامل معك سائق الميكروباص كأنك تركب سيارته الملاكي وليس باعتبارك تستخدم وسيلة نقل عام.. بينما يظهر اتوبيس النقل العام لمرة واحدة في خط سيره ثم يختفي بلا مبرر وبالمثل يفعل الطبيب في المستشفي الحكومي والموظف في المصلحة.. نحن في حاجة الي نظام كمبيوتر يخضع له الجميع دون أدني محاباة أو تمييز.
النظام يطرح الأسئلة ويحصل علي إجاباتها.. فعندما دخل نظام الكارت في المترو قلل الاحتكاك مع الشباك وفي الطابور وجعل هامش التلاعب صفراً وعندما انتشر استخدام بطاقات الصرف الآلي في البنوك قللت من دوامات الانتظار وبسطت عمليات كانت معقدة.
نحن في حاجة ماسة إلي تطوير منظومة الأسعار والتجارة الداخلية حتي لو خلقنا لها كياناً مستقلاً بموظفيه وأدواته وآلياته ونظمه.. يجب أن نودع حالة الفوضي وندخل مرحلة الدقة الرقمية.. نراقب بالكاميرات ونفتش علي كل من تفوح منه رائحة الفساد اولئك الجالسين علي بوابات الطرق يحصلون علي جنيه في أيديهم ولا يحصلون تذاكر العبور الرسمية.. أمثال قاضي الحشيش ممن يستغلون مناصبهم للتهريب وممارسة الإجرام والرشوة والتربح. نظام يكشف كل حركة يصفها ويحللها يعرف سببها ونتائجها يحاسب المخطئ ويكافئ المصيب ويصحح المسار ويرصد المخالفات.
يعطي الأجر علي قدر العمل وله قدرة فائقة علي الاثابة والجزاء يوازن بين الدخل ومتطلبات المعيشة. ويضع حداً للتفاوت البشع بين رواتب البترول والصرف الصحي. ويحرم علي نفسه الوساطة والمحسوبية ويدعم بكل قوة المبادئ السامية للعدالة والمساواة والحرية والانسانية ويطبقها علي الجميع دون تحيز أو محاباة.. شعبنا يثبت كل يوم عبقريته ووعيه.. شعبنا يستحق حياة أفضل ويريد اليوم إحياء النظام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف