الجمهورية
صلاح عطية
روح جديدة
بسبب قلة مارقة تتعمد إفساد الفرحة بإثارة الشغب والاعتداء علي الجمهور والشرطة. حرم الجمهور طويلاً من حضور مباريات كرة القدم.. وخسرت الأندية.. وخسرت الرياضة وخسر المشجعون أيضاً متعة بريئة هي من حقهم كما هي من حق كل مشجع في أنحاء العالم.
وكان لابد للأمن في الظروف التي يمر بها الوطن أن يتخذ من الاحتياطات ما يمنع هذه القلة المارقة من استغلال وجود الجمهور في ممارسة تصرفاتهم الخارجة عن كل قانون. فضلاً عن تشويهها لصورة الوطن. وأيضاً الرياضة باعتبارها مجالاً للمنافسة الشريفة والمتعة البريئة.. والغالب فيها اليوم قد يكون مغلوباً في الغد.. والتشجيع لا يجب أن يخرج عن حدود المقبول. أو يتجه إلي الإيذاء والتخريب والتدمير.
وقد تدرَّج الأمن في السماح بحضور الجمهور.. حتي كانت مباراة مصر وغانا الأحد الماضي فامتلأ استاد الجيش في برج العرب بأكثر من ثمانين ألف مشجع عزفوا جميعاً سيمفونية واحدة في حب الوطن والتعبير عن انتمائهم له والحفاظ علي أمنه وسلامته. بالتزامهم جميعاً حدود التشجيع المباح الذي ساند فريقنا حتي حقق فوزاً فرح به الجميع.
ألا يعني هذا أن الأمر قد أصبح تحت السيطرة. وأن الأمن إذا كان قد اتخذ كل إجراءات تحقيق السلامة للجمهور. فإن الجمهور نفسه قد أصبح حارساً أيضاً أمن بلده.. وفهم أن سماحه لأي قلة مندسة بإفساد هذه الفرحة. سوف يحرمه من تكرار التجربة.. ومن هنا كان انضباط الجميع.. وكانت هناك أيضاً الفرصة لمحاصرة أي قلة تحاول إفساد فرحة الجميع.. فهل نستطيع الآن أن نقول إن التجربة نجحت. وإنه يمكن التوسع فيها بالتدريج للعودة إلي الأحوال الطبيعية؟.. هذا سؤال يستطيع الأمن أن يقرره.. ونرجو أن يكون نجاح تجربة الفريق الوطني مدخلاً للسماح بالجمهور في باقي المباريات. مع كل الضوابط والإجراءات التي تمنع استغلال المباريات في تشويه صورة الوطن.
وقد جاءت هذه المباراة بعد مرور يوم 11/11 وفشل دعوة الإخوان الإرهابية إلي الخروج فيما أسموه ثورة علي النظام.. فجاءت تأكيداً لروح جديدة.. نحسها جميعاً الآن.. وقد هزمت هذه الروح دعوات الجماعة الإرهابية.. وفشلت في تحريك أي مظاهرة تستغل الظروف الاقتصادية دافعاً للتظاهر.. بل إن الأحياء الشعبية التي حاولوا التركيز فيها علي التهييج والإثارة. كانت علي رأس الجميع التزاماً بإفشال دعوة الجماعة الإرهابية.. ومضي اليوم كأي يوم سابق دعوا فيه إلي الخروج علي الوطن ومحاولة هدمه وإيقاف مسيرته.. يسجل فشلهم.. ويعلن من جديد موت الجماعة الإرهابية في مصر. والتي مازالت تعيش في الوهم وتظن أنها ستعود إلي الحياة مرة أخري.
ولقد كانت هذه الروح الجديدة التي تبدت في مباراة مصر وغانا. ومن قبلها في إفشال دعوة الجماعة الإرهابية في يوم 11/11. دليلاً أكيداً علي أن الجميع يدركون أن مصر ماضية علي الطريق إلي إصلاح أوضاعها الاقتصادية. حتي وإن كان الدواء مراً أو شديد المرارة.. فرغم الضيق الذي تعيشه الغالبية نتيجة القرارات الاقتصادية الأخيرة.. إلا أن هذا الضيق أبداً لم يدفع البعض إلي ارتكاب أي حماقات.. بل واجهوا المحرضين الذين خرجوا من صفحات التواصل الاجتماعي إلي الناس مباشرة فلم يجدوا منهم إلا استنكاراً. وإصراراً علي مساندة الوطن حتي يتعافي وينطلق في طريق الإصلاح والبناء.
وكما تبدت هذه الروح الجديدة في تقبل التضحية. حتي يتعافي الوطن. فإن هذه الروح الجديدة أيضاً أشبعت عصابة الإخوان الإرهابية وصناعها. سخرية علي صفحات التواصل الاجتماعي أي باستخدام نفس سلاحهم في دعواتهم التخريبية. ولكنهم هذه المرة انهالوا عليهم بقارص الكلم. بعد فشلهم تماماً في دعوتهم التخريبية.
وقد كان لهذه الروح الجديدة تقديرها بلا شك لدي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان علي ثقة من أن جماهير الشعب المصري سوف تسانده حتي وإن كان الدواء مراً.. لأن الرجل لم ينافقها ولم يتملقها.. ولم يفعل كما فعل سابقوه بتصدير الأزمات إلي من يأتي بعده.. بل واجه المشكلات بجسارة وبأمانة أيضاً.. مؤمناً بصدق توجهه طالما أن هدفه في النهاية هو تحقيق ما نرجوه جميعاً لهذا الوطن الذي نحرص عليه ونأمل أن يتخطي مرحلة الصعاب ويصل بإذن الله إلي بر الأمان. أما هؤلاء الذين لا يعرفون شيئاً عن الوطن. ولا يعبأون بشيء إلا بجماعتهم الإرهابية. ويسيرون بعيون لا تري وعقول لا تستوعب إلا تعليمات الجماعة.. فهؤلاء قد خرجوا من حياة هذا الوطن.. ولن تقوم لجماعتهم قائمة.. لأن ما ينفع الناس هو ما يمكث في الأرض.. أما الزبد فيذهب جفاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف