ذهب أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط في زيارة إلي مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية.. وكان بصحبته الأمين العام السابق للجامعة نبيل العربي والأمين العام الأسبق عمرو موسي.. ذهب الأمناء الثلاثة إلي رام الله للمشاركة في افتتاح متحف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمناسبة الذكري الـ 12 لوفاته.
لكن مصادر فلسطينية مطلعة سربت أنباء بأن افتتاح المتحف كان غطاء إعلاميا.. أما الهدف الحقيقي لزيارة الأمناء الثلاثة فكان بحث مسألة خلافة أبو مازن في رئاسة حركة فتح ورئاسة منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الفلسطينية.. خصوصا ان حركة فتح تستعد لعقد مؤتمرها السابع في 29 نوفمبر الجاري.
وكانت الرباعية العربية التي تضم مصر والسعودية والأردن والإمارات قد فشلت في المصالحة بين ¢أبو مازن¢ والقيادي المفصول من ¢فتح¢ محمد دحلان بسبب رفض الأول وإصراره علي ألا يكون لدحلان موقع في الرئاسات الفلسطينية الثلاثة.
ومعروف أن دحلان كان من أقرب المقربين إلي أبو مازن والذي اسند إليه إدارة الأمن.. ثم حدث شقاق عميق بينهما عندما طرح اسم دحلان كخليفة محتمل لأبو مازن الذي كبر سنه وضعفت قوته وصار يعاني من عدة أمراض.
وقالت المصادر الفلسطينية ¢المطلعة¢ إن اطرافا عربية بعثت برسائل لأبو مازن تتضمن عدة اسماء لخلافته منها ناصر القدوة ومروان البرغوثي القيادي المحبوس في سجون إسرائيل ومحمد دحلان الذي يشغل حاليا مستشارا أمنيا في دولة الإمارات.. إلا أن أبو مازن رفض.. مما دفع الأمناء الثلاثة إلي تهديده بعدم امكانية مساندته عربيا بسبب تعنته المستمر.
ويواجه أبو مازن اتهامات بالفساد المالي والإداري من داخل حركة ¢فتح¢ يقودها حليفه السابق وغريمه الحالي محمد دحلان الذي يروج أن شرعية أبو مازن انتهت بحكم انتهاء مدة رئاسته لفتح.. واستمراره بدون انتخابات.. وكذلك انتهاء شرعية رئاسته للسلطة الفلسطينية التي تم التمديد له فيها بقرار من الجامعة العربية.. كما تعمد دحلان نشر وثائق تؤكد أن أبو مازن كان علي خلاف دائم مع عرفات في أيامه الأخيرة.. وهي الفترة التي كان أبو مازن ودحلان متحالفين فيها ضد عرفات.. ويتهمانه بأنه يشكل عقبة أمام طموحات الشعب الفلسطيني.. الأمر الذي فتح الباب لشن حملة تحريض أمريكية وإسرائيلية ضد القائد الراحل.
وقد رد أبو مازن علي دحلان ¢الصاع صاعين¢.. حتي وصل به الأمر إلي اتهامه بشكل غير مباشر في جريمة قتل عرفات بالسم.. فقد وقف متحدثا في رام الله يوم الخميس الماضي 10/11 وقال إن التحقيقات في استشهاد أبو عمار مستمرة.. وسوف تتواصل حتي تصل إلي معرفة القتلة.. ثم أضاف: إذا سألتموني فإجابتي أنني أعرف من قتله. ولكن شهادتي لا تكفي.. ولذلك لابد أن تنجز لجنة التحقيقات عملها وسنصل إلي النتيجة في أقرب وقت.. وحينئذ ستندهشون حين تعرفون من الفاعل.
وهنا.. ضجت القاعة بالهتافات ضد دحلان.. الأمر الذي يشير مباشرة إلي أنه المقصود بالاتهام.. أو علي الأقل انه أحد الضالعين في جريمة قتل أبو عمار.
لكن.. مع كل هذا.. وبرغم كل هذا.. ما هي النتيجة التي أسفرت عنها رحلة الأمناء الثلاثة فيما يتعلق بأمر خلافة أبو مازن؟
قال عضو اللجنة المركزية لحركة ¢فتح¢ جمال محيسن إن الأمناء الثلاثة شاركوا في افتتاح متحف عرفات فقط.. لكن الأمور ستسير علي ما يرام.. سيتم انتخاب أبو مازن رئيسا لفتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.. سيظل أبو مازن رئيس الرئاسات الثلاثة.
هل لديكم مانع في ذلك؟!
ولماذا يكون التغيير من نصيب أبو مازن وحده؟!.. أليس الرجل جزءا من الأمة العربية العريقة التي لا تغير ولا تتغير.. صحيح ان أرضه محتلة وليس له دولة.. لكن له سلطة.. ويقال له ¢السيد الرئيس¢ وهذا يكفي.
أكل الأمناء الثلاثة التبولة وشربوا الشاي.. وعادوا من رحلتهم معززين مكرمين.. والعقبي لهم.