كان الله في عون الرئيس.. اختار وزراء ورؤساء جامعات وعمداء كليات ليعاونوه. فبتنا نطلب تدخله عند كل أزمة تخص أياً منهم. والسبب أنهم يفكرون ببطء. ويتكلمون ببطء. ويقررون ببطء. وحين يقررون تكون الأمور قد تبدلت واحتلها واقع جديد.. ليس شرطاً أن يكون صحيحاً.
للأسبوع الرابع علي التوالي. أكتب عن جامعة دمنهور وعن 1080 طالباً مهددين بالتشرد في الشارع إن لم يتم إقرار اللائحة الجديدة لكلية الآداب. وإن أحياني الله أكتب ألف أسبوع. طالماً أن ذلك للصالح العام وليس لحاجة في نفسي أو "سبوبة" أنشدها.
وكما علمت فإن الأمر اليوم في يد المجلس الأعلي للجامعات ورغم التباس الأمور وعدم وضوح الرؤية إلا أنني أراهن كثيراً علي حكمة ووعي وتجرد أعضاء المجلس في اتخاذ قرار يوقف هذا المسلسل الذي طال أكثر من اللازم.
تجاوز عمر الأزمة الشهر. ومازال طلاب الأقسام الجديدة بكلية الآداب لا يعلمون مصيرهم. ولا يدري أساتذتهم ماذا يدرسون لهم. فالعميد الدكتور رفعت الإمام تبني اللائحة الجديدة التي بموجبها كانت الأقسام الجديدة التي وافق عليها مجلس الجامعة والمجلس الأعلي للجامعات ورئيس الجامعة الدكتور عبيد صالح لم يعد يريد هذا التطوير وبينهما يقف الوزير الدكتور أشرف الشيحي مستمعاً أو متفرجاً لكن الأكيد أنه ليس فاعلاً وطالما الأمر كذلك فلا مناص من أن نستنجد بالرئيس "الحق الجامعة يا ريس" قبل أن تضيع.
أزعج الدكتور عبيد. أنني كتبت الاسبوع الماضي عن زيارة صاحبة السيرك لمكتبه ومعها الأسد وأنهم "اتصوروا مع الأسد" ولا أدري لماذا غضب. وهو من استقبل الأسد وصاحبة الأسد وفتح لهما أبواب الجامعة.. لا أدري لماذا انزعج وهو من قرر ووافق واستقبل ولست أنا ولا أي أحد فرض عليه ذلك. وعموماً يبقي أمر الأسد "فانتازيا" لا محل لها من الإعراب.. المهم كيف حال الجامعة؟ وكيف حال التطوير؟ وكيف حال الطلاب؟ وكيف حال فرع الجامعة بالبستان؟ وهل بات معهد الدراسات العليا والبحوث البيئية في "خبر كان"؟ وما الذي سيكون هناك في البستان؟.. هل هو مشروع شديد التخصص كما يقولون له علاقة بالطب البيطري ايضاً؟ ولو كان كذلك فعلي بركة الله.. المهم ألا تبقي المباني في البستان شاهدة علي أننا أمة لا تدري ماذا تريد وتفعل مالا تريد وما لا تعلم.. لم تكن البستان قرارك. لكنك الآن رئيس الجامعة وتعلم أن لديك في البستان ما لا يمكن السكوت عنه.. ألم يكن من الأجدي نقل كلية الطب البيطري إليها بدلاً من وجودها في قلب دمنهور بلا معامل؟.. أليس المعهد فكرة تنهي هذا الإهدار والعبث الذي ورثته؟.. خذ قراراً.. افعل شيئاً.. أنت من البحيرة.. من أبوحمص.. انتصر لنا ولأبنائنا.. لا تكتفِ بالصمت واكتب اسمك في سجل البنائين.
الأزمة ليست في لائحة كلية الآداب الجديدة.. الأزمة الحقيقية في أنك يا دكتور عبيد اقتنعت أنها تستحق الإلغاء.. الأزمة في بعض من حولك وهم لا يستحقون أن يكونوا حولك.. الأزمة في أنك تجلس في مكتبك وتتفرج علينا وكان الأولي أن تكون بيننا.. الأزمة في العناد وخلط العام بالخاص.. الأزمة في الحب والكراهية.. الأزمة في الإصرار بغض النظر عن القرار.
** ما قبل الصباح:
إلي جمال منصور: "لا تنبش حرفي".