مثل كل كارهي جماعة الإخوان الإرهابية. هالني إلغاء حكم الإعدام وإعادة محاكمة "مرسي" أمام دائرة أخري. وأيا كانت مبررات الخبر مثل 85 عاماً حصيلة الأحكام ضده بالسجن.. فقد شعرت بالاستياء الواصل لخيبة أمل.
وبالطبع لست من أهل القانون.. إلا أن في منظومته ما يفزعني. محكمة ابتدائية وحكم. ثم استئناف. وهناك طعن يعقبه نقض. وعدم قبول. وإلغاء. ودائرة ثانية.
وإن كان ذلك في حكم عرفه العامة وقابل للنشر ويخص سياسة وإرهاباً. فماذا عن إرهاب واقع علي أطفال ونساء ولا يعانيه أو يعرف به سوي صاحباته وصغار يتم تدميرهم.
إلا.. كده
تتزوج الفتاة لتعيش حياة طبيعية ولن أقول سعيدة. فإن حدث وكان في الزوج عيب لا تستقيم معه حياة. فهي أمام خيارين. تعيش وقائع قصة من أجل أولادي فتصبر علي خيانة أو قهر أو تحقير أو إدمان أو أي مصيبة تظهر بعد العشرة.
وهذا يحتاج لقدرة علي التحمل تفوق قدرات البشر. وسينشأ أبناء لأم مهانة خانعة. يزيدون المجتمع شباباً محملين بالأمراض النفسية مثلهم الأعلي أب غير سوي. الحالة الثانية أن تطلب الزوجة من زوجها بهدوء الطلاق بالحسني. والويل والثبور وعظائم الأمور لمن تتجرأ وتنطقها.
الجملة الأشهر هي.. روحي اتطلقي بالمحكمة.. والحكم الأكثر تداولاً لا يأتي بالإفراج عن المعلقة قبل ثلاث سنوات ويزيد. فإن لجأت للخلع فقد تنازلت وهي في قمة الاحتياج.
الضحية.. طفل
وتعالوا نقول.. حين ينكل الرجل بالزوجة يضيع الأولاد. فهو يمتنع عن دفع مصاريف المدارس وأمام القضاة دعاوي استرداد مصاريف مدرسة سددتها الأم من ست سنوات ومازالت تنتقل من محكمة لمحكمة ومن قاض لقاض. ولم يحكم فيها ولا أم قبضتها.
وعلي الأم أن تستمر في دفع المصاريف التي تتعدي المائة ألف جنيه في السنة لثلاثة أطفال علي سبيل المثال. في مدارس اختارها الأب حسب يساره ثم حيث طلبت هي الطلاق وهو حقها. ترك هو أولاده دون إنفاق بعض الآباء ينتمون لفئة المليونيرات.. والأم تشتري البلوفر تضعه علي صدر ابنها بفاتورة: تم السداد بواسطة الأم. لتقدمها للمحكمة فيحكم لها القاضي بما أنفقت بعد سنوات وتعاقب فصول.. وكم قاضي.. استئناف.. وكم بلاطي يتدثر بها أب داخل سيارة تكييفها ساخن. وضني فقد الغطاء.
أمامي حالات لأمهات.. كن في قصور يخدم أولادهن الخدم من كل الجنسيات. إلا أن الزوجة رفضت أن تكون إرهابية امتثالاً لزوج. أو هربت من أن يبيعها زوج من الباطن للغير. أو أنها لم تقبل الضرب مقابل الذهب - ونترك الزوجة إلي أبناء اعتادوا ملبساً ومأكلاً ومدرسة ورعاية ثم في لحظة أصبح الأب عدواً حين غاب الضمير.. وفقد الإيمان وحتي الإنسانية.
ولا عجب.. فمن يترك أم أولاده تطلب حقها المشروع في الانفصال عنه داخل أروقة المحاكم.. هو نفسه من انتزعت الرحمة من قلبه علي أولاده.
الرحمة قبل العدل
ونعود إلي ما بدأنا به.. النظر في منظومة قضاء. بطء إجراءات تقاض.. آباء لا يعرفون الرحمة وبحاجة إلي ردع. وربما تكون هناك أمهات يحتجن نفس الشيء.. إلا أن عاطفة الأمومة غالباً تدفع الأم لرعاية أولادها. مهما تخلي الأب عن أي دعم.
يعتصر قلبي حزناً حين اقرأ عن القبض علي قاض يحمل مخدرات أو قاض يتقاضي رشوة 650 ألف جنيه. بالطبع هم أقل من القليل ضمن شرفاء كثر. ولكن لابد أن نطالب.. بمنظومة قوانين تحمي المجتمع ولا تترك للتلاعب مجالاً.. حيث التلاعب هنا هو اللعب بأم وطفل ومجتمع.