طلبت المذيعة الشهيرة من الممثلات المغمورات خلال نقل مباشر لافتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الوقوف أمام الكاميرا واستعراض أجسادهن مع الفساتين المثيرة اللاتي ترتدينها في محاولة لجذب انتباه المشاهدين وتقديم فاصل مثير يؤكد حالة التدني التي وصلت إليها السينما المصرية ونجومها الجدد وبعضهن "لا شكل له ولا طعم ولا لون ولا رائحة".. كما يؤكد تدني الاعلام الفضائي المصري وجريه وراء كل مثير.
علي السجادة الحمراء للمهرجان تجمعت كل المغمورات من الممثلات الناشئات والراقصات المثيرات وغيرهن من راغبي الشهرة في استعراض ماسخ للمفاتن مع أن الغالبية العظمي من هؤلاء لا علاقة لهن بالفن ولا بالسينما وبعضهن لا علاقة له بالجمال والأنوثة.
هذا هي حال السينما المصرية الذي تدني فنيا وسلوكيا وأخلاقيا بعد رحيل المبدعين من الممثلين والممثلات وآخرهم الراحل محمود عبد العزيز الذي أثري السينما والدراما المصرية بأعمال يعجز كل أصحاب الزعامات الوهمية والدعاية السوداء من أمثال محمد رمضان "أبو عربيتين بـ 30 مليون جنيه" عن محاكاتها أو حتي الاقتراب من مستواها الفني والابداعي.
دائما كانت مصر تستغل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتنشيط السياحة وتحقيق دعاية جيدة لمصر الفن والحضارة من خلال استضافة نخبة مختارة من مشاهير السينما العالمية والعربية والمصرية بما يؤكد أن مصر ولادة ومبدعة ومتفوقة سينمائيا ولديها الجديد الذي تقدمه. ولم يكن في هذا المهرجان الدولي مكان للمغمورين والمغمورات وخاصة الباحثات عن الشهرة باتباع وسائل رخيصة.. لكن ما شاهدناه منذ يومين في افتتاح هذا المهرجان يؤكد أننا نعاني من العشوائية والارتجال ونجري وراء إثارة لا تسمن ولا تغني من جوع وتسئ لمصر فنيا وحضاريا وواضح أن القائمين علي أمر المهرجان يفتقدون القدرة علي تنظيم ملتقي سينمائي دولي يدعم توجهات مصر وقدرتها علي جذب سياحة الملتقيات الفنية رغم اسم مصر الكبير وتاريخها الفني العريق.
لقد حرصت إدارة المهرجان هذا العام علي توجيه الدعوة لممثلات من نوعية "سما المصري" لإضفاء جو من الاثارة الجسدية علي المهرجان. وغاب عن هؤلاء أن السينما لم تعد إثارة وأجساداً عارية وقبلات ساخنة بين الممثلين والممثلات أو مشاهد فاضحة هنا وهناك.. كما انتهي زمن الافلام الاجنبية التي كان الشباب ينتظرها في مهرجان القاهرة السينمائي كل عام ويتزاحم أمام دور العرض ليشبع نهمه الجنسي بعد أن اصبحت مشاهد الاثارة الحقيقية متاحة للجميع من خلال مواقع النت الفاضحة ولذلك اتجهت السينما التي تريد التفوق والمنافسة في عالم اليوم إلي الابداع الفكري والرقي السلوكي والأخلاقي بعيدا عن الحيوانية التي تمتلئ بها الأفلام القديمة.
مصر لم تنضب فنيا لكي يصل بنا الحال إلي هذا التدهور الذي شاهدناه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. تعزيز مكانة مصر الفنية لا تكون أبداً باستعراض ممثلات مغمورات لأجسادهن وملابسهن المثيرة وتصدرهن المشهد علي أنهن المبدعات الجدد للسينما المصرية. ولا يجوز بأي حال جري إدارة المهرجان وبالتالي الفضائيات وراء العاريات وتقديمهن للمشاهدين والمشاهدات علي أنهن أصحاب مواهب فهذا تدمير لما يفرض نفسه علي المشاهد العربي في كل مكان.
مصر لم تتدهور فنيا لكي تستضيف مذيعة ممثلة ناشئة علي خلفية حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي لكي تسألها عن أهم الأكلات التي يحبها زوجها وتجلس الممثلة المغمورة التي تفتقد كل ما يتصل بالفكر والفن والثقافة - والأنوثة أيضا- لكي تتحدث عن المطبخ والأكل بعيدا عن الفن والسينما والابداع!!!
الفضائيات التافهة والعناصر الماسخة التي تستعين بهن من المذيعات ساهمت في تشويه صورة مهرجان القاهرة السينمائي وأهدرن قيمة العمل الاعلامي وأصبحت حواراتهن مع المغمورات من "بنات السينما" تافهة ومثيرة للسخرية.
مصر في حاجة إلي صحوة سينمائية جديدة بعيدا عن أفلام المقاولات التي تنتجها عائلة السبكي التي لا تفرق بين تجارة العجول والاستثمار في الفن وتقديم المواهب الحقيقية.
مصر في حاجة إلي تطهير وسائل إعلامها وخاصة الفضائيات من أصحاب الثقافة التافهة من المذيعين والمذيعات بعد أن أهدروا قيمة الفن الراقي وأصبح اهتمامهم الاساسي البحث عن الاثارة والتفاهة في عقول الممثلات المغمورات.
مصر الحضارة والثقافة والفن الراقي لا ينبغي أن تنحدر علي يد هؤلاء إلي هذا المستوي وتكتفي وزارة الثقافة بالفرجة.