الأهرام
أحمد سعيد طنطاوى
صداع الأفكار فى رأس المواطنين
استمعت طفلًا صغيرًا إلى حكاية لا تفارق ذاكرتى وأحملها معي فى أى مكان وزمان.. تقول الحكاية: "إن اليابان تطورت لأن عندها صندوقا تجمع فيه الأفكار الجديدة من مواطنيها، ثم تعطي على كل فكرة جديدة يمكن تطبيقها مبلغًا من المال"
اكتشفت عندما كبرت أن هذا الصندوق لجمع الأفكار هو البحث العلمى والدراسات العلمية، وكلما فكر عالم أو مخترع أو مواطن وأحدث فكرة جديدة كلما أعطوه مبالغ كثيرة من المال.

الدول تقريبًا معظمها تفعل ذلك.. تتجه ناحية الصندوق العلمي، فتنقي وتنقح ما فيه من أفكار وتطبقها لكي تتقدم من ناحية، ولكى تقلل النفقات من ناحية أخرى.

خذ عندك مثالا حيًا حدث فى مصرنا المحروسة.. فى فترة وزير النقل السابق سعد الجيوشي – الذى لا أعرف لماذا جاء وزيرًا ثم لماذا قدم استقالته!! - طبقوا فكرة بسيطة جدا على السكك الحديدية، وهي إحكام السيطرة على مداخل كل الأرصفة في كل محطات السكك الحديدية لمنع دخول أي راكب إلا بعد سداد قيمة التذكرة.. تمامًا مثلما يحدث معنا فى مترو الأنفاق، وهو عدم وجود أى شخص على الرصيف إلا ومعه تذكرته.

ثم زادوا فى أعداد المحصلين على الأرصفة وداخل القطارات وفعّلوا لائحة مالية جديدة تشجع الكمسارية على التحصيل، بما يعود بالنفع عليهم. هذه الفكرة البسيطة بعد تطبيقها بشهر واحد فقط، أتت ثمارها وجمعت أكثر من 35 مليون جنيه إيرادا لهيئة السكك الحديدية.. يعنى تقريبًا 420 مليون جنيه سنويًا – لو استمر تنفيذها-، وهو مبلغ لا يستهان به.

السؤال هنا للمسئولين ماذا لو كل وزارة طبقت فكرة مماثلة؟! وماذا لو تقدم الفنيون والعمال والموظفون والمديرون فى كل وزارة بأفكارهم من أجل تطوير العمل؟! وماذا لو استمع أحد إلى تلك الأفكار وطبقها؟!.. مصر كلها ستتغير فى وقت قياسي.. لو كانت هناك إرادة.

ولأن الحكمة تقول:" إذا تشابه الناس في أفكارهم: فهم لا يفكرون" لذلك فعندي كثير من الأفكار، وعند كثيرين غيري من القراء والمواطنين والكتاب والمبدعين والمبتكرين ملايين الأفكار التى قد تسهم ولو بحل 10 فى المائة من

مشاكلنا اليومية.. نتمني أن نمررها على أدمغة المسئولين فينتبهوا ويفيقوا.. لا نريد منهم إلا تطبيقها، ولا نريد عليها جزاءً ولا شكورًا.

ربما يتبنى تلك الأفكار الإعلامي خالد حبيب، أو الصديق المهندس حسام رضا الجمل، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء.. لا أدرى!

هذه فكرة أخرى أطرحها علي المسئولين لعلهم يستمعون إليها.. افتحوا لنا صندوقا للأفكار.. أو اذهبوا إلى المراكز البحثية والعلمية وأطلقوا ما تجدونه حبيسًا فى الأدراج من دراسات وبحوث ورسائل علمية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف