نصف الدنيا
ايمان بكرى
ربنا يستر
أموت وأعرف وأعتقد أن كثيرا من أهالى المحروسة مستعدون تماما أن يموتوا ليعرفوا كيف يتم اختيار السادة الوزراء أو المحافظين ماهى المعايير وما هى الرؤية التي يتم من خلالها تفضيل فلان على علان، فالوجوه تتغير ولا نلحظ جديدا في الأداء فنفس الأداء الروتينى وكل مسئول يأتى يبشرنا بأنه سيبدأ من جديد وكأن المسئول السابق كان خيال مآتة أو كان المناصب تمنح ليجرب كل صاحب حظ في الوزارة أو المحافظة في أهالي المحروسة رؤيته الخاصة وإنى أتساءل هنا على سبيل المثال لا الحصر من الذى أتى بوزير التربية والتعليم وهو كان علي نفس منهج وزيره المقال بل إن كل مهازل المناهج التي أثيرت فى الآونة الأخيرة ومن قبلها هو من كان وراءها فكيف تم الاختيار وكذلك وزير الداخلية الذين أتوا به من منزله بنفس رؤى وزارة الداخلية ونفس الأسلوب والمنهج أنا لا أشكك في قدرات أحد وإنما أريد أن أضع يدى على منهج الاختيار، البلد لا يتحمل إدارة بيروقراطية وأداء وظيفيا ينفذ ما يطلب منه ويسير على الطريق المرسوم والمتعارف عليه، فمصر تحتاج في هذا الوقت لأشخاص أفذاذ أصحاب رؤى وواضعى سياسات لنصل إلى الحلم الحقيقى في التقدم ولو خطوات نحو هذا الحلم ولكن أن يكون الاختيار من نفس الدولاب الحكومى برتابته وخموله واهتزازه فذلك لن يزيدنا إلا مزيدا من إهدار الوقت والمال ونحن في عرض دقائق نستمر فيها مع احترامى للجميع نريد عملا فذا ونجاحا ملموسا قدمه أى من تم اختيارهم وهم في مواقعهم السابقة ما الذى قدموه ليتم ترقيتهم لمناصب الوزارة وهل المناصب القيادية تتم بهذه الصورة الساذجة نريد دماء جديدة تضخ فى جميع مفاصل الدولة لتتحرك عجلة العمل والإنتاج، نحن لا نتحمل موجات الفشل المتتالية، نريد صحوة في الأداء والاختيار والبعد عن النمطية في التفكير والأداء، فالمرحلة تحتاج إلى المغامرة والنصيحة والابتكار والتجديد فإلى متى ننتظر أن تكون اختياراتنا محسوبة ومحسومة من أجل المواطن الذى يقف دائما حائرا بين أمنياته وأحلامه وطموحاته وبين آليات وعقول جامدة ورؤى فقيرة واختيارات نمطية عقيمة ثم هناك أيضا مقولة لا محل لها من الإعراب «نوصى الوزراء بدمج الشباب في العمل لإكسابهم الخبرة لأنهم عماد التقدم» كيف لوحدهم كده حيندمجوا؟ أين الرؤية والآلية لإعدد الشباب لدمجهم الحقيقى وأين هم فى اختيارات الدولة إلا إذا كانت الدولة تحدد عمر الشباب من ستين سنة وأنت طالع!! ربنا يستر ويهدى...
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف