المساء
يسرى حسان
جعان وجاهل ومريض!
الشيخ من هؤلاء يتزوج أربع سيدات. ويقول له إنه يطبق شرع الله. وإذا جاءه شاب يشكو عدم قدرته علي الزواج يقول له تحمل واصبر وعليك بالصوم!
الشيخ من هؤلاء يربي "كرشين" أمامي وخلفي. بدلاً من كرش واحد. وإذا سألته عن عمله ومن أين له كل هذه القدرة المادية علي الزواج بأربع. فسوف تكتشف أنه بلا عمل أساساً. إذا اعتبرنا أن "شغلانة الدعوة" لوجه الله.. لكنها أبداً ليست لوجهه سبحانه.. وإلا من أين له هذا؟ أموت وأعرف من أين يأتي هؤلاء بأموالهم.
دعك من حكاية أخري رددها سلفيون أنذال حول أن رسولنا الكريم هو أول من قام بتعويم الجنيه. اعتبرها "كوميديا سافلة" في زمن عزت فيه الكوميديا وتوفرت فيه السفالة أكثر من الزيت والسكر والأدوية.
دعك من هؤلاء وانظر إلي الدكتور الضال المضلل الذي اقترح علينا أن نأكل أوراق الشجر وأسأله أين تسكن وكيف تعيش وماذا تأكل.. وبتغسل سنانك بإيه يا باشا!!
الضالون والمضللون والأفاقون حاصرونا من كل جانب. بعضهم باسم الدين. وبعضهم باسم الوطنية. وبعضهم باسم النبي حارسه.. فأين تذهب من أولاد الأفاعي هؤلاء.
المواطن المصري يجوع الآن فعلاً. ولا تصدق المثل المضلل الذي يدعي أنه "ماحدش بيبات من غير عشا".. كثيرون يبيتون بدون عشاء وربما بدون غداء.. وبعضهم يكون الإفطار رفاهية بالنسبة له.. وهذا أول هام.
ثاني هام أن المواطن الجائع مريض ولا يجد من يحنو عليه ويقدم له علاجاً. الفقير الذي يمرض الآن. الأشرف له أن يموت. اذهب إلي أي وحدة صحية أو مستشفي عام لتدرك حجم المأساة. كما أن الدواء لم يعد متوافراً. وإذا توافر لا يتوافر ثمنه. ومع ذلك يتمسكون بوزير الصحة الفاشل. أو ربما لذلك يتمسكون به.
وثالث هام أن المواطن المصري أصبح جاهلاً. فالتعليم منهار وسينهار أكثر طالما بقي شربيني هلالي علي رأسه. والثقافة أكثر انهياراً طالما بقيت السكرتيرات اللاتي علي الدرجة الثالثة. يحكمنها ويتحكمن فيها وفي وزيرها ورؤساء هيئاتها.
ماذا تفعل إذن مع مواطن جعان وجاهل ومريض. ماذا تنتظر منه. كيف يعمل وينتج ويبدع ويحب بلده ويؤلف له الأناشيد الحماسية. كيف ينتمي إلي بلد يتحكم فيه التجار والأثرياء والسماسرة. ويتولي شئونه وزراء اخترعوا الفشل واخترعهم. ويروج لهم إعلاميون أغلبهم لا يفك الخط. لكنهم بارعون في الكذب والتدليس. إعلاميون منبطحون. بدلاً من أن يكونوا صوت المواطن أصبحوا بوق الحكومة. بل إنهم وحتي يؤمنوا معيشتهم ويراكموا ثرواتهم أصبحت تسليتهم الوحيدة هي شتيمة المواطن الجعان. الجاهل. المريض!!
وبعدين بقي.. هل يسعدكم أن تحكموا مجموعة من الموتي؟ نحن الآن موتي فعلاً..
والدوام لله.. قادر علي كل شيء!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف