الجمهورية
لويس جرجس
أغنياء الصندوق
ظهرت في مصر عقب الحرب العالمية فئة من الناس عُرَفوا بـ¢أغنياء الحرب¢. وهم الذين استغلوا أجواء الحرب والحالة الاقتصادية المصاحبة لها. وكونوا ثروات طائلة. جعلت منهم فئة مميزة بين طبقات المجتمع المصري. لها سلوكيات خاصة عبرت عنها بعض الافلام السينمائية التي انتجت وقتها.
وبالمثل نشاهد اليوم أجواء اقتصادية سابقة علي قرض صندوق النقد الدولي. ومصاحبة له وتالية عليه. تساهم في تكوين فئة سوف تظهر ملامحها خلال سنوات. يمكن أن نطلق عليها ¢أغنياء الصندوق¢. وهم هؤلاء الذين استغلوا تلك الأجواء. المتمثلة في حالة فوضي السوق يلاحظها كل ذي عينين. لتكوين ثروات طائلة من مكاسب غير مشروعة.
بخصوص القرض. فان قناعتي الشخصية أننا لم نكن في حاجة ماسة اليه. وأنه ليس الباب الوحيد المفتوح أمامنا للخروج من الأزمة المالية التي نمر بها. ودون الدخول في تفاصيل فقد أورد الاقتصاديون أصحاب الرأي الرافض للقرض حججهم. ورؤيتهم لكيفية الخروج من الأزمة اعتمادًا علي ما يتوافر لدينا من موارد مالية وبشرية. ومقومات اقتصادية واعدة برغم كل شيء.
أما وقد أصبحنا من أصحاب قروض الصندوق ومطالبين بسدادها مستقبلا في مواقيت محددة. فان ما سبقه. وما صاحبه من فوضي في السوق الداخلي مازالت قائمة. أتاح فرصة الثراء السريع لبعض التجار ورجال الأعمال وأصحاب المهن الحرة. يظهر ذلك في شكل ارتفاعات جنونية وغير منطقية في أسعار السلع والخدمات الأساسية التي لا يستغني عنها المواطن يوميًا. من هؤلاء من باع السكر بعشرة جنيهات. ومثله الأرز والزيت الذي وصل ثمنه في بعض المحلات إلي أكثر من ثلاثين جنيهًا للتر الواحد. بينما مازال يباع بعشرين جنيهًا فقط في محلات أخري. ومنهم من عمد إلي تخزين تلك السلع لبيعها بأسعار مرتفعة. وهؤلاء يدل عليهم ما يعلن يوميًا عن ضبط كميات كبيرة أخفاها أصحابها لهذا الغرض. وبالطبع فان من لم
يعلن عنهم يزيدون عمن تم ضبطهم. إضافة إلي أصحاب المهن الحرة والحرفيين والمستشفيات الخاصة. وكلهم رفعوا مقابل ما يقدمونه بنسب تصل أحيانًا إلي خمسين بالمائة. وهكذا سرت في المجتمع حالة جنونية من رفع الأسعار استفاد منها فئة محدودة من التجار وأصحاب الحرف والمهنيين. بينما ظلت الغالبية العظمي من المواطنين "الموظفين والعمال غير الحرفيين والفلاحين". يدفعون الزيادات فقط دون أن ترتفع دخولهم.
نخلص بأن التكوين الاجتماعي للمجتمع سيختلف خلال سنوات قليلة. متأثرًا بما نشهده اليوم من فوضي سوقية يجب أن تتصدي لها الحكومة بكل قوة. وبأحكام رادعة قبل أن يستفحل الأمر ويصعب علاجه.
لقطة:
الرئيس الأمريكي باراك أوباما ـ من الحزب الديمقراطي وكان يدعم المرشحة هيلاري كلينتون ـ يقوم حاليًا بآخر جولة خارجية له قبل أن يغادر البيت الأبيض. هدفها طمأنة حلفاء أمريكا القلقين بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب. لقطة مهداة إلي من يتوهمون تغييرًا في السياسة الأمريكية لصالح شعوب العالم في ظل حكم ترامب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف