الجمهورية
طارق الأدور
إعلام العار يدمر الرياضة
أشعر بالإحباط والقرف لما تحول له الإعلام في مصر من ألفاظ جارحة وخروج عن النص أصبح الجميع أطرافا فنية.. منذ أيام شاهدت تسجيلا قديما لحوار قام به الثنائي الإعلامي طارق حبيب وفريال صالح علي قناة ماسبيرو زمان مع سمير غانم وجورج سيدهم وجاء موعد مع سؤال للنجمين حول مقولة "الضحك من غير سبب ..." ولم يستطع الثنائي عند توجيه السؤال استكمال المثل لأنه لم يكن مقبولا أن ينطق أحد في منبر إعلامي بأي لفظ حتي لو لم يكن خارجا بمقاييس هذه الأيام.
استمعت إلي توابع مباراة الزمالك وطنطا في أكثر من قناة تليفزيونية وكل ما أحاط بالحوارات من عبارات خارجة وكذب من كله علي كله.
فمن يصرح بعبارات جارحة وواضحة ضد اللاعب ينفيه كل الجالسين بالاستديو ثم يعود نفس الأشخاص لنفي ما صرح به اللاعب ضد رئيس النادي.
قمة الهرج والمرج في إعلام يصل للملايين وأصبح قاعدة في قنواتنا التليفزيونية.
في الماضي لم يكن مسموحا بخروج أي لفظ إلي المشاهدين لأن التليفزيون عندما كان في بداياته في الستينيات كان مثل منبر المسجد.. لا يمكن أن ينطق إلا بالرسالة الواضحة والسليمة بعيدا عن أي مهاترات.
الآن تحول الإعلام إلي منابر للضلال الكل يضحك علي الناس بمبادئ يكون المتحدث أول من لا يلتزم بها.
تحول الإعلام إلي صراعات بين الأشخاص.. كل برنامج له أهداف خاصة بالهجوم علي شخص والنيل منه وهناك إعلام آخر يعتمد علي عنصر إشعال الفتنة بين الناس من خلال فقرات لاستضافة من يشعلون الفتنة في المجتمع ظنا منه أنه يحقق انفرادات إعلامية وأنه يحقق نسبة مشاهدة كبيرة تجذب الإعلانات للقناة.
المادة تحكمت في سوق الإعلام بشكل لم يسبق له مثيل وهو ما حدث في منتخب مصر الذي نقلت الكاميرات كل صورة وكلمة داخل معسكره من أجل كسب المال عن طريق شركات راعية تغطي الكواليس لتنتهك خصوصيات فريق يستعد لمباراة هامة في تصفيات المونديال أمام غانا.
العجيب أن الشرفاء من الإعلاميين الذين كانوا يريدون نقل نبض استعداد المنتخب للجماهير من خلال رسالة نقية خالية من الإثارة لم يكن بمقدورهم أن ينقلوا أي شيء حتي لو صورة حية للتدريبات بدعوي أنه غير مسموح بتعليمات الشركة الراعية.
هذا هو إعلام العار الذي نعيشه الآن ثم نتهم الشباب بعدم الالتزام وهم يرون هذا الكم من انتهاك أذن وعين الأسرة المصرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف