نيوتن
النظرة الدنماركية من خبير دارس
المكان / سفارة الدنمارك بالقاهرة
الزمان/ مساء الخميس الماضى
المناسبة / حفل عشاء
كانت ابنتى من المدعوين. الدنمارك دولة إسكندنافية، أهلها يعيشون فى مستوى عالٍ من الرفاهية. دخل الفرد فيها من أعلى الدخول فى العالم. كذلك الرعاية الصحية. التعليمية. رعاية كبار السن كلها خدمات على أعلى مستوى.
هى نموذج. لا تشكل حساسية لكثيرين من سكان العالم. ولا بالنسبة لنا فى مصر. ليست مثل إيطاليا مثلا التى تقع على الجانب الآخر من المتوسط. ليست على مقربة منا كتركيا. لا نتنافس معها على السياحة القادمة إلى الشرق الأوسط من أنحاء العالم.
هى ليست إنجلترا بما تركته من حساسية، بعد طول احتلال. ولا هى أمريكا بما تركته لدينا من الحساسية بسبب محاولاتهم المستمرة للتدخل فى الشأن العربى والمصرى بصفة خاصة. بالطبع دولة لن تثير سفارتها هلعاً لدينا، كالذى قد تثيره دعوة لسفارة إسرائيل مثلا.
المهم كان المتحدث الرئيسى فى هذا الجمع هو كبير اقتصاديى ساكسو بنك Saxo Bank. رجل خبير فى عمله. متمكن من أدواته. يتكلم هنا بتجرد تام. يعرض ما يراه. لا مصلحة له فى انتقاد السيسى. بالتأكيد هو لا يمت إلى مجموعة الأشرار بصلة. بالمقابل لا منفعة له فى نفاق السيسى. هو أيضا لا يحتاج إلى ذلك. محاضرته كانت فى منتهى الأهمية. أوجزها فى 4 نقاط أساسية.
1- الاستثمار الذى قمتم به فى تفريعة قناة السويس لم يكن استثمارا حكيما. هناك تكنولوجيات وسياسات من المؤكد أنها ستغير شكل العالم. كان عليكم أخذها فى الحسبان. هذه الاستثمارات يجب أن تكون مخاطبة المستقبل. استثمارات يجب توجيهها إلى أنشطة العالم الجديد. ذات العائد المرتفع تحديدا فى التكنولوجيا والبشر.
2- أما الخطوة الأكثر جرأة التى اتخذتموها حينما جربتم خطوات الجرأة منذ حرب 1973 هو تعويم العملة. هذا كان قرارا محوريا سيؤكد عودة الصحة والتوازن للاقتصاد المصرى. لا سيما إذا ما استمرت الحكومة والبنك المركزى فى الطريق والعلامات كلها تشير إلى ذلك.
3- أتوقع فى مثل هذا الوقت من العام القادم سيتأرجح الدولار بين 12 و15 جنيها كحد أقصى. التضخم لن يتجاوز نسبة العشرة فى المائة. أما نسبة نمو الاقتصاد، فلن تقل عن 5 فى المائة.
4- مصر من أكثر بلاد العالم ذات الإمكانيات الاقتصادية المرشحة للصعود. ولا يفُوتكم أنها بما قابلته من ظروف وصلت إلى قاع القاع. لم يعد أمامها طريق سوى الصعود.