المصرى اليوم
عباس الطرابيلى
الكهرباء المائية ياهوه! «٢-٢»
استكمالاً لمقال الأمس عندى - فى مكتبتى - كل هذه الوثائق والمحاضرات. أضعها تحت تصرف الدكتور العالم محمد شاكر، وزير كهرباء مصر الآن، بل إننى عشت معظم ذلك - وكتبت عنه - فى جريدة الأخبار عام 1963، وكتبه معى شيخ الصحفيين المصريين الحالى مكرم محمد أحمد بالأهرام أيامها، أى أيام الدكتور عزت سلامة عندما أنشأ وزارة الكهرباء.. ومعه د. محمود القشيرى والمهندس صلاح الشاذلى الذى كلف بمشروع منخفض القطارة أيامها.. وكيف أجريت حواراً مع الخبير الألمانى فى الكهرباء المائية فريدريش باسلد.. وعودوا إلى جريدة الأخبار أيامها وما كتبته فيها.

وللأسف - نحن فى مقدمة شعوب الكلام - إذ استمرت الحوارات أو طق الحنك كما يقول إخواننا الشوام - سنوات طويلة - وكان مشروع كهربة خزان أسوان فى مقدمة برنامج أى حكومة.. وكان يتصدر كل خطاب عرش تقدمه كل حكومة للبرلمان عند توليها المسؤولية.. وهو مشروع لم ير النور إلا بعد ذلك بحوالى نصف قرن.

بل إن مصر فكرت فى كهربة قناطر مصر الكبرى - وبالذات فى صعيد مصر للاستفادة من فرق ارتفاع مناسيب مياه النيل أمام وخلف هذه القناطر.. وما مشروع القناطر الجديدة - هناك - إلا استمرار فى هذه الأفكار.

■■ هذا كله هو الذى فتح شهيتى الكهربية «!!» وزادت حدتها عندما استمعت لحوار المهندس أسامة كمال فى التليفزيون من ساعات عن أن مصر تستهلك كل ما تنتجه من غاز طبيعى فى تشغيل محطات توليد الكهرباء.. وربما نوجه معظم إنتاجنا المتوقع من حقل ظهر أيضاً للوفاء بما تحتاجه محطات توليد الكهرباء الغازية - وفى مقدمتها المحطات الأربع العملاقة التى تنفذها شركة سيمينس الألمانية.. وتلك أراها جريمة لأننا يمكن أن نستخدم هذا الغاز كمادة خام ننتج منها آلاف المواد الخام.. لتحسين اقتصادنا.. «وفقط» أوافق على ذلك الإهدار لفترة محدودة.. لإنقاذنا من كارثة نقص إنتاج الكهرباء عن الطلب.. أى انقطاع الكهرباء.

■■ ودعونا نسأل وزير الكهرباء - الذى ندين له بشكر لا ينتهى رغم أن اسمه محمد «شاكر»: ما الذى يؤخر الاندفاع وبقوة تجاه استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة رغم أننا نتكلم كثيراً عنها.

وما هو مصير فكرة أو مشروع منخفض القطارة، بكل أبعاده.. ولماذا لا نستثمر «جريان» مياه النيل فى توليد الكهرباء.. ولماذا نتأخر فى التقدم نحو الطاقة الشمسية والرياح.. بل حركة الأمواج، وأيضاً فرق درجة حرارة مياه البحر عند السطح.. ثم فى الأعماق؟

هذا وغيره سيكون - إن شاء الله - محور مقالاتنا القادمة.. لعلنا نعتبر.. ونتعلم.. ونحول هذا الكلام إلى أفعال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف