التحرير
سامح عيد
رسالة للمعارضة المصرية
نحن نتحدث عن شهور تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية، إذا كانت الانتخابات ستقام في 2018 وطبقاً للدستور قبل ثلاثة أشهر من انتهاء مدة الولاية الأولى، فنحن نتحدث عن شهر فبراير 2018 بمعنى أنه لم يتبق إلا 14 شهرا فقط، وهي مدة قابلة للاستغلال لصناعة حراك سياسي كبير. لا يكفي أن توجه المعارضة نقدها اللاذع إلى الحكومة أو السلطة التنفيذية بكاملها وعلى رأسها الرئيس. أنتم تتهمون السلطة التنفيذية أنها جففت المجال العام وأنها تحاصر الأحزاب، وأن الأجهزة الأمنية تدير البرلمان وتدخلت في انتخابات 2015. نقرأ المقالات الكثيرة التي تعارض المسار الاقتصادي وقرض الصندوق والعاصمة الإدارية الجديدة. الكل يعرب عن امتعاضه من أداء الجهاز الشرطي والأخطاء الكثيرة التي يرتكبها أفراده في حق المواطنين والتي تتجاوز الاعتداء البدني إلى القتل وكان آخرها سائق الكارو مجدي مكين. تتحدثون عن مصادرة الإعلام وتأميمه لصالح الأجهزة السيادية، ربما يكون في هذا شيء من الصحة، ولكن في النهاية فهناك مساحات للحركة، ما زالت هناك أصوات تتحدث، وهناك حالة تستطيع إجبار الإعلام على عدم تجاوزها إذا استطعت صناعتها، وهناك جرائد ما زال رجالها يتحدثون بقوة. هل أبرأتم ذمتكم إلى الله بهذه الطريقة؟ لا أعتقد ذلك، فأنتم مقصِّرون بشدة في حق هذا الوطن ولا تتعذروا بقانون منع التظاهر، البدائل كثيرة بخلاف التظاهر، ولدينا استحقاق مهم بعد 14 شهرا يحتاج إلى عمل دؤوب. القضية ليست اختيار شخص، القضية اختيار انحيازات واضحة، برامج محددة، أهداف معلنة، معايير ثابتة. على المعارضة أن تعلن عن مجموعة المائة وعلى سبيل المثال لا الحصر: حازم حسني، عبد الجليل مصطفي، عمار علي حسن، عبد الله السناوي، محمد غنيم، هالة شكر الله، جميلة إسماعيل، خالد داوود، فريد زهران، باسم كامل، حمدين صباحي، عبد الحليم قنديل، ممدوح حمزة، حازم عبد العظيم، علاء الأسواني، أحمد بهاء شعبان، أمين إسكندر، جورج إسحق، أمينة الحفناوي، منال عمر، وآخرون مع حفظ الألقاب للجميع، وهذه مجرد أمثلة وتفتح القائمة لآخرين لمن أراد المشاركة بناء على أهداف معلنة يلتحق بها من وافق عليها، وأسفل هذه المجموعة مجموعة أكبر من شباب الأحزاب، يقسمون إلى مجموعات وحلقات نقاشية، في الاقتصاد والأمن والسياسة والتعليم والصحة والإسكان والصناعة والاستثمار والدعم. ولا داعى لاستدعاء أسماء ربما تستفز السلطة التنفيذية من أمثلة جبهة إنقاذ، أو جمعية للتغيير وخلافه، رغم أننا نحتاج إلى جبهة إنقاذ، ولكن من الممكن أن تسمى، رؤية لمصر من 2018 لـ2022 وهي فترة الرئاسية القادمة.

يُدعى من أراد من رؤساء النقابات المهنية، يحيي قلاش من الصحفيين وأيضاً جمال فهمي وكذلك بقية النقابات لمن أراد. ربما يطرح سؤال، وأين رؤساء الأحزاب الموجودة في البرلمان، السيد البدوي من الوفد، وساويرس أو غيره من المصريين الأحرار، ومستقبل وطن، وبقية الأحزاب الموجودة في البرلمان؟ ستكون الإجابة، أننا نصنع جبهة للمعارضة، الحزب الذي يتوافق أنه خرج من خندق الموالاة إلى خندق المعارضة، وأنه يعارض السياسات القائمة، يضم قادته لهذه المجموعة، لأننا نتحدث عن انحيازات جديدة، مختلفة عن انحيازات النظام القائم، وتقدم بديلا للمجتمع آخر، وعليه أن يختار، ولا يحمل أي تشكيك في وطنية آخرين في خندق الموالاة، الأمر ببساطة أن هذه هي الديمقراطية. ولذلك فالفكرة هي تقديم انحيازات مختلفة، برامج مختلفة رؤى مكتملة، شخوص وأسماء وأصوات تعبر عن تلك الانحيازات الجديدة. ليس المهم بعد ذلك الاسم الذي سيطرح ليكون رئيساً، لأنه سيكون قد أعلن انحيازاته بوضوح، برامجه بوضوح، رؤيته لحلول المشاكل القائمة وطرق حلها، بل أيضاً يكون قد أعلن فريقه الرئاسي ومستشاريه الدائمين، ولذلك فنحن نقدم فريقا رئاسيا ليس شخصا. أنت بذلك ستضع خندق الموالاة في خانة اليك، ليس من المقبول أن ينزل أحد في الانتخابات القادمة دون برنامج واضح، دون انحيازات واضحة، دون إجابة عن الأسئلة الهامة، الصحة والتعليم والإسكان والداخلية والعدالة والفقراء، دون ذمة مالية معلنة، وأيضاً دون إعلان الفريق الرئاسي المعاون. نريد صناعة انتخابات ناضجة، حالة سياسية نشطة، ينضم إليها الشباب المتحمس ليعمل بجد، في ورش العمل وفي صناعة المستقبل. لا تخافوا من الإعلام الهش الأرعن الذي سيلقي بسهامه، لأنه سيكون عاجزاً عن مجابهة نخبة مصرية كبيرة لها قبولها في الشارع المصري، وهذا سيجعل إعلاميين وصحفيين ينضمون تباعًا مبايعين ومؤيدين للأهداف المعلنة الجديدة والانحيازات الواضحة. إذا تم الزعم بأن هناك اتصالات من هنا ومن هناك بالتهديد لأشخاص، فإنه مع اتساع مساحة الشخصيات العامة المطروحة، سيكون من الصعب اختفاء تلك التهديدات، ولكنها ستخرج للعلن، ولن تستمر مكتومة عدة سنوات كي تخرج كما اعترف البرادعي مؤخراً، وسيكون على الشخصية التي انسحبت، أن تبرئ ذمتها للمجتمع، وسيتسرب خبر تهديدها أو ابتزازها أو إغرائها وعندها سنعرف ما هي سيوف المعز وما هو حجم ذهبه. المعارضة مسؤولة مسؤولية كبيرة أمام التاريخ، وأنا على يقين أن هناك أجهزة مخابراتية غربية وعربية، تضع سيناريوهات لما بعد السيسي، سواء في الغد القريب أو بعد فترة زمنية، فهي لن تترك الأمور تفلت من يدها، فمصر ليست بلدا هينا، وغير مقبول أن يحدث التغيير بعيداً عنها. إلى متى سنكون أحجارا على رقعة الشطرنج، نحن قادرون أن نصنع مستقبلنا بأيدينا، أن نحدد خياراتنا، وأنا أحمِّل الأسماء التي ذكرتها والنخبة المصرية برمتها، بما أعطاها الناس من حب ومن ثقة، أو فلنقل قطاعاً كبيراً من الناس، فمن الطبيعي أن يكون لأي شخص مؤيدون ومعارضون ومختلفون، ولكن في العموم، فهذه الشخصيات لها قبول عام، ستتحمل المسؤولية أمام التاريخ، أنها تركت هذا الوطن يتم التلاعب به والتخطيط له من الخارج. أنتم قادرون على بث الأمل الذي بدأت تتقطع حباله، عندما يتخلى فارس عن سيفه كمالك عادلي وآخرين، فهذه مسؤوليتكم، أعيدوا بث الطمأنينة، أعيدوا إحياء العمل، أعيدوا النشاط والحيوية لهذا المجتمع، استعدوا للقادم فهو هام ومحوري وحاسم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف