علاء عريبى
وثائق هدنة موريتانيا وتنظيم القاعدة
فجرت جريدة «تقدمى» الموريتانية يوم الخميس الماضي مفاجأة على قدر كبير من الأهمية، نشرت الجريدة نص وثيقة جديدة تؤكد عقد النظام الموريتاني برئاسة محمد ولد عبدالعزيز، هدنة مع تنظيم القاعدة لمدة عام، يلتزم خلالها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، (بقيادة مختار بلمختار، المكنى «أبوالعباس»، والملقب بـ«بلعور»)، بعدم القيام بأي نشاط عسكري في موريتانيا، مقابل إطلاق السلطات الموريتانية سراح كل سجناء القاعدة والتعهد بعدم شن أي هجوم على جناح التنظيم من أراضيها، الوثيقة عبارة عن رسالة داخلية بين قيادات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، صدرت من قيادة التنظيم الرئيسية إلى القيادات المحلية بموريتانيا (وهما: أبوالهمام، وأبومسلم بلال)، ترد فيها القيادة على المقترحات المتبادلة حول عقد هدنة بين التنظيم وبين الحكومة الموريتانية.
وقد سبق ونشرت الحكومة الأمريكية فى مارس الماضى بعض الوثائق الخاصة لبن لادن، وكان بينها وثيقة تشير إلى الهدنة الموريتانية، تلتزم فيها حكومة موريتانيا بدفع مبلغ يتراوح بين 10 و22 مليون دولار إلى تنظيم القاعدة، وإطلاق سراح جميع سجناء القاعدة، مقابل توقف التنظيم عن القيام بأى أنشطة داخل موريتانيا، وأيامها كذبت الحكومة الموريتانية ما جاء فى الوثيقة، وأكدت زيفها وفبركتها.
الخميس الماضي نشرت جريدة «تقدمي» الموريتانية (جريدة معارضة) صورة لنص الوثيقة الجديدة، جاء فيها:
«بسم الله الرحمن الرحيم، تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، إلى الإخوة أبى الهمام وأبى مسلم بلال، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله تعالى أن يوفقنا لفك أسرى المسلمين بكل ما نملك، وبالأخص أسرى المجاهدين الذين باعوا دنياهم لنصرة الدين والفوز برضوان الله رب العالمين، لقد وصلتني رسالتكم التي قلت_فيها_:(أولا قال إن الموضوع يحتاج إلى سرية تامة، ثانيا: إن طواغيت موريتانيا يطلبون منكم كلمة المحايدة وتكون رسمية، وعليها يطلقون سراح كل من فى السجن ولا يتكلمون بعدها مع أحد).
والسؤال: لم أفهم جيدا كلمة المحايدة، ما معناها؟، وماذا يراد من ورائها؟، فإن كان معناها: عدم التعرض للأجانب وخطفهم أو عدم استهداف طواغيتهم أو عدم القتال فوق أراضيهم أو إعطائهم الأمان... إلا أننا مع التوصيات الأخيرة لمجلس شورى المغرب الإسلامي، فقد قررنا ألا نتعرض لجيوشهم إلا دفاعا، وهذا من باب فتح باب التمرد فى جيوشهم واستقطاب أهاليهم وشعوبهم، ولكن قررنا فى التوصيات التي ذكرت آنفا القيام بالأعمال النوعية الأجنبية والمحلية (استهداف الأجانب أو الاستشهادية في حصون المرتدين) وهذا حسب المصلحة المرجوة والمفسدة المترتبة، وهذا يرجع دائما إليكم أهل الميدان، ولذلك ومع علمنا اليقيني أن أنظمة الحكم فى الدول الإسلامية أنظمة مرتدة فلا يجوز لنا إعطاؤهم أمانا أو غير ذلك من الأحكام، لكن جاز لنا التغاضي عن بعض الأهداف إن كانت لنا مصالح معتبرة للجهاد من باب: ليس كل من جاز قتله وجب قتله، لذلك أكرر: لم نفهم جيدا ما معنى المحايدة؟، فالرجاء توضيح الأمر جيدا.. ختم بيضاوي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب، كتب عليه: قاعدة الجهاد، تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، وختم بخاتم مستطيل، كتب بداخله: عن أمير التنظيم وبتفويض منه».