المساء
عياد بركات
في البدء.. كان "المعلم"
تناولنا في هذه المساحة أكثر من مرة ضرورة إصلاح التعليم وقد تم تناول الموضوع في أكثر من مكان ومن أكثر من زميل.. وأخيراً قررت وزارة التعليم عقد مؤتمر عام غدا لمناقشة سبل تطوير التعليم ولوضع ورقة عمل وطنية لإصلاح التعليم.. ذلك أن الولوج للمستقبل لا يمر إلا عبر تعليم جيد.
وأنا أتصفح رسالة ماجستير قدمها الباحث المجتهد إبراهيم محمد اليماني المدرس المساعد بكلية التربية الرياضية بالمنصورة وأشرف عليها وناقشها 5 أساتذة أجلاء هم: د. أبوالنجا أحمد عز الدين ود. محمد فتحي البحراوي ود. أمل الزغبي السعيد ود. محمد إبراهيم سالم.. هذه الرسالة تناولت جوانب في العملية التعليمية جعلتني أتوقف عندها.
الرسالة شملت آراء هامة في موضوعنا.. مثلا د. محمود كامل الناقة المربي التعليمي الفاضل يشير إلي أن وجود المعلم الكفء هو حجر الزاوية لعملية تعليمية ناجحة باعتبار أن أفضل الكتب والمقررات الدراسية والوسائل التعليمية والأنشطة والمباني المدرسية رغم أهميتها إلا أنها لا تحقق الأهداف التربوية المنشودة إلا بمعلم كفء ذي مهارات تعليمية وسمات شخصية متميزة يستطيع بها إكساب طلابه الخبرات المتنوعة. ويعمل علي تهذيب شخصياتهم وتوسيع مفاهيمهم ومداركهم. وينمي أساليب تفكيرهم وقدراتهم العقلية.
يدلل "د. الناقة" علي مقولته: بأن المجموعة الواحدة في مدارس عديدة داخل بلد واحد هي واحدة كذلك الكتب والمدارس والوسائل التعليمية والأنشطة وحتي المباني والأثاثات واحدة ولكن الناتج متمثلاً في الخريجين مختلف.. هذا الاختلاف يتضح فيما حصلوا عليه من معارف وما اكتسبوه من مهارات وقيم واتجاهات. وما أضيف إلي شخصيتهم من سمات.. وهذا يعود إلي العنصر الفعال في العملية التعليمية وهو "المعلم".. وما يقوم به من أدوار وما يسعي لتحقيقه من أهداف.
تشير الرسالة إلي أن مهنة التدريس مهنة جليلة وسامية يتشرف أن يعمل بها كل إنسان لمسئوليته عن إعداد الأفراد الصالحين والنافعين لأنفسهم ولأسرهم ولأمتهم بإكسابهم المعارف والمعلومات والمفاهيم والمهارات والقيم والاتجاهات الإيجابية المطلوبة.
وتطالب الرسالة بضرورة وجود برنامج لضمان إعداد المعلم. كما أن التدريب الميداني للمعلم في المدارس في المرحلة قبل النهائية للدراسة ضروري جداً للطالب المعلم يجعله يعايش الواقع التعليمي معايشة كاملة تؤهله للقيام بوظيفته مستقبلاً بكفاءة.
طبعاً الرسالة تشير إلي أن التربية الرياضية في المدارس هي إحدي الوسائل الرئيسية لتحقيق أهداف التربية العامة. حيث أهداف التربية الرياضية هي ذاتها التي تعبر عن مفاهيم واتجاهات النظام التربوي وتعمل علي تحقيقها وانجازها.. كما أن معلم التربية الرياضية تقع علي كاهله مسئولية كبيرة مما يحتم عليه أن يكون جديراً بحملها بعمله المتواصل وعطائه المستمر ليهيئ للتلاميذ في جميع المراحل مستقبلاً سليماً.
ولما كانت الكفاءة من وجهة النظر الاقتصادية هي الحصول علي أكبر عائد ممكن بأقل جهد وتكلفة فإنها في المجال التعليمي تعني مدي قدرة النظام التعليمي في تحقيق الأهداف المنشودة منه.. وهذا ما نتطلع أن يحققه مؤتمر وزارة التربية والتعليم غداً!!
***
السفارة.. والسفير
** لا أعرف ما الذي تفعله السفارة البريطانية في القاهرة وما هو دورها بالضبط في تحقيق التقارب بين الشعبين الانجليزي والمصري.. هل هي معنا أم علينا؟! طبعاً هي ليست معنا! لكن آداب الضيافة واللياقة تجعلها ليست علينا.. علي اعتبار أن سعادة السفير يأكل خبزنا ويغمس بفولنا علي باب السفارة.. وعلناً!! ويعيش هو وموظفو سفارته في أمان بيننا كما يعيش الأوروبيون في بلادهم ولكنه لا ينقل ما يشعر به من أمان لرؤسائه.. مش كده.. ولا إيه؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف