المساء
محمد جبريل
عرب في الجيش الإسرائيلي!
برر الجنود الإسرائيليون قتلهم الشاب العربي. باندفاعه نحوهم وفي يده سكين. حاولوا إيقافه بالتحذيرات المتوالية. لكنه واصل اندفاعه. فاضطروا لقتله.
الحادثة تضاف إلي مئات الحوادث المماثلة. استشهد فيها مواطنون عرب في الضفة الغربية بأيدي جنود إسرائيليين. لكن تأثيرات المأساة تتضاعف حين نعرف أن القتلة هم ايضا من المواطنين العرب!
الحكاية - كما عرضتها أكثر من قناة أوروبية "القنوات العربية تنعم بلذيذ الرقاد!" - تتصل بانضمام الشبان العرب إلي الجيش الإسرائيلي.
عشرات. وربما مئات الشباب العرب. تطوعوا في الجيش الإسرائيلي. إما لأنهم ولدوا في فلسطين المحتلة - إسرائيل الآن - فهي الوطن الذي يشعرون بالانتماء إليه. أو لليأس من الوضع محلك سر الذي تعانيه القضية الفلسطينية. منذ سنوات بعيدة.
هذه الظاهرة الجديدة. الخطيرة. إدانة للجميع. للقيادات العربية. وقيادات السلطة الفلسطينية بخاصة.
بدلاً من أن تتحول اتفاقية أوسلو إلي بداية مرحلة جديدة للقضية الفلسطينية. يلجأ فيها المفاوض الفلسطيني إلي المتاح من وسائل الضغط. اعتماداً علي حق الشعب العربي الفلسطيني في تحرير أرضه. وعلي التأييد العالمي الذي نالته قضية بلاده. سواء علي مستوي الشعوب. أو الحكومات والمنظمات الدولية التي انتصرت لها في الكثير من المواقف.
بدلاً من ذلك. فقد أفلح الغرب في جر الأقطار العربية إلي العيش في الصراع الدموي. كأطراف مشاركة أو متابعة. أما القيادات الفلسطينية فهي مشغولة في الصراعات الشخصية. متناسين طبيعة القطر الذي يتصارعون حول قيادته. وأنه وطن محتل يستهدف مواطنوه الخلاص من آخر المستوطنات في هذا العالم.
المسئولية الأهم للقيادة الفلسطينية الحاكمة. أن تعمق الانتماء في نفوس الشباب الفلسطيني. لا تطبقوا نبوءة بن جوريون بأن يموت الشيوخ وينسي الشباب. وهو ما نخشي أن يتحقق بالاستنامة إلي معاهدة يخرقها العدو بتحويل قطاع غزة - كما قلت - إلي سجن بحجم مدينة. وخضوع الضفة لصراعات فوقية بين قيادات السلطة. تباعد بين المواطنين والإحساس بشرف المواطنة. ويخبو الأمل في النفوس فيزداد الخرق اتساعاً.
المثل يقول: إذا لم تستطع هزيمة عدوك فصادقه. وأن يبلغ تصور أعداد من الفلسطينيين أن الهزيمة حتم. فتلك مسئولية القيادات الفلسطينية. أما حكامنا العرب فهم مشغولون بصراعات تذويب الوطن العربي. بالمشاركة الفعلية. أو المتابعة العاجزة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف