المصريون
رضا محمد طه
الكشف عن البكتريا في مياة الشرب وعلاجها
من أكثرأنواع البكتريا التي يمكنها ان تتسرب الي مياه الشرب وتلوثها هي بكتريا القولون "إيشيريشيا E.coli" تلك البكتريا لها سلالات عديدة يقترب عددها من المئات، وبالرغم من أن معظمها غير ضار للإنسان والحيوان، إلا إن السلالة التي تحمل رقم 0157:H7هي الأكثر خطراً علي الإنسان لأنها تفرز سم تأثيره شديد السمية ومسبباً للإنسان أمراضاً عديدة. تعيش بكتريا القولون في أمعاء الإنسان والحيوان، لذا فهي تخرج مع ما يخرج من الإنسان من فضلات feces، لذا فإن وجود تلك البكتريا في الماء يُعد دليل دامغ علي تلوثها حديثاً بماء الصرف الآدمي. تصل بكتريا القولون الي مصادر الماء-منها ماء الشرب-مع ماء المطر أو الماء الناجم عن ذوبان الثلوج ومن ثم تسربه الي الأنهار والمصارف والجداول والبحيرات أو الي المياة الجوفية والتي تُعتبر مصادر لمياه الشرب، فإذا لم يعالج هذا الماء بشكل جيد فإن وجود بكتريا القولون لا محالة موجودة فيه، هذا ويعد وجودها دليل ومؤشرعلي وجود ميكروبات أخري مثل كريبتوسبورديوم Cryptospordium وجيارديا Giardia وشيجيلا Shigella وفيروسات مثل فيروسات نورو norovirus. بحث نشرته مجلة أناليست The Analysit تحت رعاية "الجمعية الملكية للكيمياء" أبان عن تكنولوجيا جديدة لتشخيص بكتريا القولون، وفرت الوقت حيث يمكنها خلال ساعتين فقط الكشف عن وجود تلك البكتريا من عدمه في عينات الماء، في حين كانت الطرق المُستخدمة سابقاً تستغرق أيام، بالإضافة الي أنها رخيصة التكاليف وتناسب الدول الفقيرة والتي في أغلب الظروف يُستخدم فيها ماء الشرب ملوثاً بالبكتريا والميكروبات الأخري. التكنولوجيا الجديدة تستخدم جهاز من إبتكار مجموعة "ميترا Mitra" بكندا وهو سهل الحمل والتنقل به في أي مكان، يحتوي الجهاز علي خليط من الجل المسامي Porous hydrogel ومواد تفاعل substratesلإنزيمات محددة والتي تتفاعل مع الإنزيمات الموجودة ببكتريا القولون مما ينتج عنه لوناً معيناً يدل علي وجود البكتريا بعينة الماء، اما في حالة عدم ظهور هذا اللون فيدل ذلك علي خلوها من بكتريا القولون. في ذات السياق وفي بحث حديث 2016نشرته مجلة علوم البيئة باب "تكنولوجيا أبحاث الماء Water Res.Technol.Enviro.Scienc وفيه الحل السريع والسحري لمعالجة مياه الشرب عن طريق قتل بكتريا القولون، يتمثل في إبتكار شرائط مسامية مشبعة بالسكر ومواد طبيعية قاتلة للبكتريا وليس لها أدني ضرر أو آثار جانبية علي المستهلك، تلك المواد مأخوذة من مستخلص بذور المورينجا moringa والتي تعرف أيضاً بالمضرب drumstick أو شجرة الفجل horseradish tree، تلك الطريقة هي الأحدث وتسمي "طريقة المعاملة بالغمس Dip Treat والتي تعتبر بداية لسلسلة من الإصدارات الجديدة لتلك الطريقة التي سوف يتم تطويرها ومن ثم تعميمها علي مستوي عالمي. في تطور آخر وبإستخدام تكنولوجيا النانو إستطاع نفس الفريق البحثي "مترا Mitra التوصل خلال هذا الشهر "نوفمبر 2016" إلي أفضل نظام لمعالجة-تنقية-مياه الشرب يُستخدم فيها شررائط محملة بجزيئات نانو من الفضة silver nanoparticles والتي تم دراسة ومعرفة تأثير تلك الجزيئات الآمن بوضوح علي صحة الإنسان بواسطة العلماء المتخصصين، تسمي تلك الطريقة ب"المعالجة بالغمس Dip Treat" وتعتبر هي الأكفأ حتي الآن في حالة معالجة كميات صغيرة من المياه، إلا أن الفريق البحثي يامل في تطوير تلك الطريقة حتي يمكن عن طريقها معالجة كميات كبيرة من الماء ومن ثم تعميمها لتكون إقتصادية وأكثر كفاءة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف