الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
التداوي بعيدا عن الشعوذة
السحر والدجل والخرافات أعمال مذمومة وسلوكيات مرفوضة موجودة في مجتمعاتنا العربية والشرقية منذ زمن بعيد وهي ترتبط بالجهل وضعف الايمان واستغلال ظروف الناس وحاجتهم تحت وطأة الفقر أو المرض وغياب الوعي والثقافة في المجتمعات.
الا انه في السنوات الاخيرة مع تطور وسائل الاعلام وانتشار القنوات الفضائية بدأ هؤلاء الدجالون والنصابون يستغلون هذا الانتشار الواسع في ترويج بضاعتهم الفاسدة واصطياد البسطاء الذين يقعون ضحايا في براثن تلك الفئة المضللة ومن هنا يأتي دور رجال الدين وأهل العلم لكي يتصدوا لهم بالعلم وصحيح الدين خاصة ما يتعلق بحفظ الصحة والتداوي والرجوع الي الاطباء واهل العلم بعيدا عن هؤلاء النصابين الدجالين.
وان من هدي الرسول صلي الله عليه وسلم في نفسه والامر به لمن اصابه مرض.. وهذا هو الدليل:
في مسند الامام احمد ان اسامة بن شريك قال كنت عند النبي صلي الله عليه وسلم وجاءت الاعراب فقالوا يارسول الله: أنتداوي؟؟ فقال نعم ياعباد الله: تداووا فان الله عز وجل لم يضع داء الا وضع له شفاء غير داء واحد قالوا ما هو؟ قال الهرم.
دخل الرسول: علي مريض يعوده فقال: ارسلوا الي طبيب.. فقال قائل: وانت تقول ذلك يارسول الله قال: نعم ان الله عز وجل لم ينزل داء الا انزل له دواء.
المسند والسنن عن ابي خزامة قال: قلت يارسول الله: أرأيت رقي نسترقيها ودواء نتداوي به.
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : تقاه نتقيها: هل ترد من قدر الله شيئا؟؟ فقال صلي الله علي وسلم هي من قدر الله.
- جاء في الاثر ان "ابراهيم الخليل قال يا رب : ممن الداء؟ قال مني قال: فممن الدواء قال مني قال فما بال الطبيب؟ قال : رجل أرسل الدواء علي يديه".
ولكن ما علاقة : التداوي .. بالتوحيد والتوكل؟؟ حقيقة لاشك فيها ان الاحاديث السابقة.. وغيرها كثير.. قد تضمنت اثبات الاسباب والمسببات وابطال قول من انكزرها.. بل انها تتضمن ايضا كما قال المحققون بحق وحقيق ان "الامر بالتداوي لا ينافي التوكل كما لاينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها.. بل لايتم حقيقة التوحيد الا بمباشرة الاسباب التي نصبها الله مقتضيات معطلها ان تركها لمسبباتها قدرا وشرعا وان تعطيلها يقدح في نفس التوكل كما يقدح في الامر والحكمة ويضعفه من حيث يظن اقوي في التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب علي الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ونياه ودفع ما يضره في دينه ودنياه.. ولابد من الاعتماد من مباشرة الاسباب الا كان معطلا للحكمة والشرع.. فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف