الذين يقولون أن الاسلام قد فضل الرجال علي النساء بأن أعطاهم حق القوامة.. أو أن الاسلام دعي إلي أن نلزم النساء بيوتهن.. والا يخرجن متبرجات ولم يقل ذلك بالنسبة للرجال.. فأنهم يقولون قولا ًباطلاً لأن مفهوم القوامة في الاسلام ينطلق من التكليف بواجب ومسئولية الرجل عن رعاية بيته وأسرته.. ومن ثم فان الأمر ليس فيه تشريف أو تفضيل ولا ينتقص من قدر المرأة وانما يضمن لها حق الرعاية والحماية وأن أعظم ما في الاسلام أن تعامل مع المرأة والرجل بميزان واحد.. فالحياة في منظور الاسلام الصحيح أشبه بكفتي ميزان.. في الكفة الأولي رجل.. وفي الكفة الاخري امرأة.. وقد كان أهل الجاهلية ينظرون إلي المرأة علي أنها مجرد أنثي ترمز للمتعة فقط.. ومن ثم يحق أهمالها عندما يجف رحيقها.. ولكن الإسلام اعاد للمرأة حقوقها كانسان لها كرامتها.. ولها اعتبارها لقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص علي أن يؤكد كل معاني الاحترام والتقدير لزوجاته خاصة وللمرأة المسلمة بوجه عام. وكما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها.. ما ضرب رسول الله بيده خادماً له قط ولا ضرب امرأة.. والمعني واضح في فالرسول الكريم أراد أن يسنن لأمته احترام المرأة وعدم ضربها أو اهانتها أو الاعتداء علي كرامتها إلا فيما أمر به الله.. ثم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يري أن خلفة البنات نعمه ورزق من الله وانهن قد يكن الطريق إلي الجنة لكي ينهي اعتقاداً خاطئاً كان يسود في عصور الجاهلية في الاحتفاء بمولد الأولاد الذكور.. وكراهية البنات التي وصلت إلي حد قتلهن.. وهي عادة جاهلية ذمها القرآن بوضوح شديد. وقد روي عن البخاري ومسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أيما رجل كانت عنده وليده فعلمها.. فأحسن تعليمها وأدبها وأحسن تأديبها ثم زوجها فله أجران.. وايضا فقد روي أبوداوود أن النبي عليه الصلاة والسلام..قال: من كانت له أنثي لم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة.
ومعني هذا ان الجدل الذي كل يوم حول المرأة أما بمنعها من النقاب في الجامعة وهذا لم يفرضه الاسلام أو بالقول أن الحجاب غير ملزم للمرأة كما قال د.سعد الدين الهلالي.. أو التأكد من عذرية بنات الجامعة كما زعم بذلك أحد أعضاء البرلمان.. أو باهانتها من أنها ادني مستوي من الرجل بحكم القوامة أو بتفضيل انجاب الولد.. كل هذا افتراء لم يفرضه الاسلام بل أن الاسلام أنصف المرأة قبل أن ينصفها الغرب بقرون.
ومعني هذا ان الجدل الذي يثار الآن حول حق المرأة في قيادة السيارة أو تبوء وظيفة قيادية أو العمل بالسياسة.. ليس سوي لغو فارق لا يتفق وصحيح الاسلام.
لقد أتاح الإسلام للمرأة حق العمل.. وحق التملك وحق العلم وحق القيادة.. ولم يرد أي نص قرآني.. أو حديث نبوي يفرق مثلاً بين حق الرجل وحق المرأة في طلب العلم ومواصلة التعليم لأن طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة فقال جل شأنه "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. وهو القائل جل جلاله "أنما يخشي الله من عباده العلماء"..
وفي التاريخ الإسلامي نماذج عديدة لعشرات بل لمئات من النساء اللاتي نبغي في حفظ القرآن الكريم ودراسة السنة النبوية وعلوم الحديث.. والتمكن من فهم وتفسير علوم الفقه وأحكام التشريع أذكر منهم في هذه المرحلة د.سعاد صالح.. ود.آمنة نصير ود.عبلة الكحلاوي والراحلة د.زينب رضوان..
بينما مازال البعض بعد 14 قرناً من نزول القرآن يشكل في حق المرأة في أن تصبح عضوا في لجنة الافتاء أو مجمع البحوث الإسلامية.. أو أن تكون اماماً في الصلاة.