ببراعة وكالعادة وبرؤيته الحكيمة نجح المستشار مرتضي منصور الرئيس التاريخي لنادي الزمالك ان يحتوي الأزمة الفنية التي تفجرت عقب الأداء غير اللائق الذي قدمه الفريق الأول في مباراته أمام طنطا وانتهت بفوزالزمالك بهدف نظيف لنجمه شيكابالا من ضربة جزاء صحيحة.. ولكن للمرة الثانية بعد مباراة المصري جاء العرض غير مقنع.. فكان لابد من التغيير وإعادة ترتيب أوراق الجهاز الفني بعد أن تأكد لمجلس إدارة النادي ان مؤمن سليمان المدير الفني الشاب فقد بريقه سريعا ولم يعد قادرا علي التجديد أو التطوير في أداء الفريق وكأنه لم يستفد من تجربة نهائي إفريقيا.. وكان لدي الجماهير ومجلس الإدارة آمال كبيرة بعد أن بات يمتلك قائمة كاملة تضم 29 لاعبا في أن يعيد للفريق الأداء الايجابي والذي يعكس قدرات وخبرات نجوم الزمالك أحد قطبي الكرة المصرية.. وإذا كان مؤمن قد اخطأ فنيا فانه اخطأ أيضا إداريا ومعه اللاعب أحمد توفيق بعد أن قام كل منهما بالحديث لوسائل الإعلام تحمل ردا علي المستشار مرتضي منصور رئيس النادي قائد السفينة البيضاء والتي قادها ببراعة لبر الأمان والاستقرار والبطولات والإنجازات بالأرقام الرياضية والانشائية والمالية.. وبالتالي كان لابد من نقطة نظام وهو ما لخصه المستشار مرتضي منصور خلال مداخلته مع الإعلامي المتألق دائما مدحت شلبي حينما قال له هل تعلم لماذا فاز النادي الأهلي ببطولة الدوري 35 مرة مقابل 13 بطولة للزمالك؟ الاجابة يا كابتن مدحت انه يعمل طبقا لنظام وانضباط والتزام كل يعرف موقعه وحدوده.. وكان من الطبيعي بعد أن لخص رئيس الزمالك الأزمة في تلك المقولة قام علي الفور بإعادة تصحيح الأوضاع حفاظا علي الاستقرار الفني للفريق مع تسارع أسابيع بطولة الدوري العام في ظل الجدول المضغوط للمسابقة استعدادا لفترة الايقاف الطويلة القادمة لاشتراك منتخب الفراعنة في بطولة كأس الأمم الإفريقية.. وتمثل هذا الحل في تعيين محمد صلاح المدرب المخضرم ابن الزمالك المخلص مديرا فنيا لفريق الزمالك وقبول استقالة مؤمن سليمان وتجديد الثقة في إسماعيل يوسف تيجانا مديرا لجهاز الكرة.. وهنا لابد ان نثق ان محمد صلاح المخلص يتمتع بكفاءة تدريبية عالية وهو قادر علي قيادة الفريق والمنافسة بقوة علي البطولات المحلية والإفريقية خاصة وانه يعلم ويعيش هموم وطموحات وأدق تفاصيل فريق الزمالك كونه واحدا من أعضاء الجهاز الفني سواء كرجل أول أو مدرب عام للفريق خلال السنوات الأخيرة.. وأعتقد ان رئيس الزمالك وضع ثقته في مكانها فالزمالك هذا الموسم بات يضم نخبة متميزة من اللاعبين الوافدين الذين أثبتوا وجودهم وأكدوا قدرتهم علي صنع الفارق مع باقي نجوم الفريق القدامي ومنهم علي سبيل المثال محمود "دونجا" ومحمود حمدي "الونش" وستانلي وحسن فتحي ومحمد ناصر.. الخ.. ولا أحد يختلف علي ان محمد صلاح قادر علي التوظيف الأمثل للاعبيه والوصول للخلطة السحرية المناسبة مع تثبيت تشكيل لاحداث الانسجام والتفاهم بين نجوم الزمالك القدامي والجدد كونه السبيل الأمثل لتطور الأداء العام للفريق واستعادة المستوي العالي لعروضه اللائقة بفريق وقلعة الزمالك البيضاء الملقبة بمدرسة الفن والهندسة وأري ان تلك الأزمة الأخيرة التي وقعت لعلها تضع نهاية لحالة غياب الانضباط والنظام وأن يتذكر لاعبو الكرة ومدربيهم انهم محترفون وان أي مطلب لهم يجب ان يتم في الغرف المغلقة.. وأن وسائل الإعلام لابداء آراء فنية فقط وليست للتشهير بناديهم أو الاساءة اليه وحسنا فعل المستشار مرتضي منصور حينما أكد ان عقوبة اللاعب المحترف والتي تجعله يتعلم من أخطائه تتمثل في توقيع خصومات مالية كبيرة ومؤثرة وليست بالايقاف لأن الخاسر هنا هو النادي وليس اللاعب.
لقد أثبت رئيس الزمالك نجاحه في إعادة الهيبة للقلعة البيضاء ووضعها في المكانة اللائقة بأحد قطبي الكرة والرياضة المصرية والإفريقية والعربية مع النادي الأهلي وكان سلاحه في تحقيق هذا الإنجاز إعادة الانضباط والنظام لكل أنشطة وأروقة النادي وجميع فرق النادي إداريا وماليا وفنيا وجاءت أزمة مؤمن سليمان وأحمد توفيق الأخيرة لتكشف ان كرة القدم مازالت تحتاج لمزيد من الجهد والقرارات حتي تصبح نموذجا في الانضباط والنظام والالتزام بعد أن قادت تلك المظاهر الزمالك لاستعادة أمجاده.