الأهرام
فتحى محمود
صوتى لوطنى
287 مرشحا بينهم 15 امرأة يتنافسون الآن فى انتخابات مجلس الأمة الكويتى المقررة إجراؤها السبت المقبل، وسط حملات دعاية مكثفة، وحملة كبيرة للتوعية والتغطية الإعلامية، وأطلق وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب ، الشيخ سلمان الحمود، حملة تحت شعار «صوتى لوطني».

وقال الشيخ سلمان إن اختيار هذا الشعار يأتى ترسيخا للقيم والمبادئ الوطنية الحقيقية التى جُبل عليها أهل الكويت، وتتناقلها الأجيال حرصا على حماية الوطن والمحافظة على استقراره ومكتسباته وتعزيزا للوحدة الوطنية.

وتعتبر التجربة البرلمانية الكويتية الأقدم فى دول الخليج العربي، حيث جرت أول انتخابات برلمانية عام 1963 (بعد انتخابات المجلس التأسيسى فى عام 1962)، لكن بسبب الصدام مع الحكومة والافراط فى استخدام الاستجوابات وهو أمر يستخدمه النواب عادة فى الدورة الأخيرة من حياة أى مجلس نواب فى الكويت، لحشد الأصوات للانتخابات المقبلة ، تم حل مجلس الأمة 9 مرات على مدى 40 عاما، حيث يتيح الدستور لأمير البلاد حل المجلس وإجراء انتخابات مبكرة عند استحالة تعاون المجلس مع الحكومة.

ورغم أن الكويت تواجه ضغوطاً اقتصادية جراء التدهور الحاد فى أسعار النفط، المصدر الرئيسى للدخل؛ الأمر الذى دفعها لاتخاذ قرارات صعبة تضمنت تقليص الدعم عن الوقود، وإلغاء بعض المشروعات، ورغم أن اقتراح الحكومة حل البرلمان جاء على خلفية تقديم عدد من النواب استجوابا لكل من وزير المالية ووزير العدل، فإن أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أشار فى مرسوم حل المجلس المكون من خمسين عضواً منتخباً، فضلاً عن 16 من أعضاء الحكومة، إلى أن ذلك جاء «فى سياق الظروف الإقليمية الدقيقة، وما استجد منها من تطورات، وما تقتضيه التحديات الأمنية وانعكاساتها المختلفة من ضرورة مواجهتها بقدر ما تحمله من مخاطر ومحاذير؛ الأمر الذى يفرض العودة إلى الشعب مصدر السلطات لاختيار ممثليه».والحقيقة أن الانتخابات البرلمانية فى الكويت تلقى دائما اهتماما شعبيا، ووصلت درجة الاقبال على التصويت فى بعض الأحيان إلى 90%، وتراوحت بين 81 و85%، من عام 1985 حتى عام 2003، وانخفضت إلى 66.5% ، ثم إلى 40.3 % عام2012بسبب مقاطعة المعارضة، وفى العام 2013، ارتفعت النسبة إلى 51.9%

وتجرى هذه الانتخابات وفقا للمرسوم رقم 20 لسنة 2012 بتعديل القانون رقم 42 لسنة 2006 القاضى بإعادة تحديد الدوائر الانتخابية لعضوية مجلس الأمة على أساس «تنتخب كل دائرة عشرة أعضاء للمجلس على أن يكون لكل ناخب حق الادلاء بصوته لمرشح واحد فى الدائرة المقيد فيها ويعتبر باطلا التصويت لأكثر من هذا العدد».

ورغم أن تداعيات الأوضاع الاقتصادية وبعض القضايا الجماهيرية الأخرى تشغل الحيز الأكبر من برامج وأحاديث المرشحين، فإن هناك اهتماما كبيرا بمخاطبة المرأة والحصول على صوتها، لدرجة أن أحد المرشحين أفرد جانبا كبيرا من دعايته الانتخابية لإرضاء المرأة، حيث اقترح منحها قرض زواج بنحو 3 آلاف دينار، واعتبار (ربة المنزل) وظيفة يخصص لها راتب وسن تقاعد، وصرف بدل خاص لتربية الأجيال.

ودعا الى ضرورة ان تكون ادارة اموال الأبناء من ذوى الاعاقة فى ايدى الأمهات للحفاظ على حقوقهن وحقوق اولادهن، الى جانب منح المتزوجة من غير الكويتى جميع الحقوق كغيرها من المواطنات، لافتاً الى الحفاظ على حقوق الارامل والمطلقات والايتام، لاسيما ان هناك دعوات لتقليصها حفاظا على ميزانية الدولة، مشدداً على صرف بدل تربية أجيال للأم، وتصنيف ربة المنزل كوظيفة لها راتب شهرى وراتب تقاعدي، وذلك فى سياق التسهيلات الواجب تقديمها لخدمة المرأة الكويتية.

ووعد بمكتب نسائى خاص لناخبات دائرته فى حال وصوله الى المجلس، موضحاً ان المكتب سيكون بإدارة نسائية بالكامل، لمتابعة شكاوى المواطنات بالدائرة.

العرس الإانتخابى الذى تشهده الكويت الآن أعاد من جديد طرح قضية إشهار الأحزاب السياسية فى البلاد، لا سيما أن الدستور الكويتى لا يلزم حرية إنشاء الأحزاب ولا يحظرها، بل فوّض الأمر للمشرع، وعلى الرغم من وجود كتل وتكتلات وتحالفات وتيارات وتجمعات وحركات سياسية واجتماعية معروفة تأخذ شكل ومسار الأحزاب، فإن 63٪ من المرشحين ـ فى استطلاع للرأى قامت به جريدة القبس ـ رفضوا إشهار الأحزاب، خصوصاً فى المرحلة الحالية، بينما أيده 36٪، واشترط بعضهم ألا تكون على أساس ديني، و ألا تكون لها أى انتماءات خارجية، وأن تعمل وفق الأطر والضوابط الدستورية، فى حين تحفظ 3٪ على إعلان رأيهم.

فى كل الأحوال سيتحمل مجلس الأمة الكويتى المقبل أعباء كبيرة تتعلق بالوضع الاقتصادى بعد تدهور أسعار البترول، والحفاظ على الأمن والاستقرار، فى ظل المتغيرات المتسارعة التى تمر بها المنطقة واشتعال العديد من بؤر التوتر فى الشرق الأوسط خاصة فى سوريا والعراق، وكذلك المتغيرات الدولية خاصة بعد فوز الرئيس الامريكى الجديد دونالد ترامب والاتجاه لصعود أحزاب اليمين فى أوروبا وغيرها.

كلمات:

# هذه المحاكمة ليست لنقيب الصحفيين وعضوين بالمجلس، وإنما لجموع الصحفيين

يحيى قلاش
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف