الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. أزمة النقيب والنقابة!
مع احترامى لكل الآراء المصحوبة بمشاعر الغضب إزاء صدمة الحكم بحبس نقيب الصحفيين يحيى قلاش وزميليه جمال عبد الرحيم وخالد البلشى فإننى أختلف معها لأننى لم أقرأ ولم أستمع لرأى واحد يمكن اعتباره مدخلا متكاملا لحل الأزمة من جذورها فى حدود الممكن والمتاح وإنما أغلب ما قرأت وسمعت يتراوح بين أمان مشروعة، لكنها تتجاوز حدود الواقع وبين أوهام جرت صياغتها فى عبارات إنشائية جذابة سوف ينتهى مفعولها بمجرد اختفاء طنين أصدائها.

والحقيقة أنه لم يكن للأمور أن تصل إلى ما وصلت إليه لو أنه جرى تحكيم العقل وترشيد لغة التعامل مع بدايات تفجر الأزمة قبل 6 أشهر، ولكن البعض آثر التصعيد رغم أننى أشهد بأن النقيب كان منحازا للغة العقل ومستعدا لنزع فتيل الأزمة غير أن تيار التصعيد سواء داخل النقابة أو خارجها أفسد كل محاولات التهدئة.. ولعلى أتفق مع القول بأن أمورا كثيرة فى عملنا الصحفى أصبحت فى أمس الحاجة للمراجعة والتصحيح، لأن كثيرا من مخلفات مراحل سابقة تراكمت وصنعت جيوبا من العشوائيات المهنية التى لم يعد من اللائق تركها على حالها لكى تشوه الشكل العام للصحافة فى نظر الرأى العام.

إننا بحاجة إلى حوار مهنى جامع وشامل لمناقشة جميع القضايا الحيوية والأساسية.

أتحدث عن حوار مهنى تتوافر له كل أسباب الشفافية من أجل تبديد الضباب الذى تراكم نتيجة تغليب لغة الشعارات، وبالتالى تغييب العقل والمنطق وإعاقة الوصول إلى أجندة حوار شفاف وبما يساعد على معرفة مختلف الخيارات والبدائل التى تضمن علاقة محترمة بين الدولة والصحافة.

وربما يساعد على ما أقول به ما صدر عن مجلس نقابة الصحفيين من احترام لأحكام القضاء والثقة فى عدالته ومواصلة المسار القانونى لأن هذا الخطاب العاقل سوف يسهم فى تعرية هواة الجدل والخصام الذين يريدون استنزاف جهد الجماعة الصحفية فى معارك لا طائل من ورائها كما أنه سوف يفرز أجواء جديدة لتقريب المسافات وتأكيد احترام الصحفيين لمبدأ استقلالية السلطات تحت راية الدستور والقانون.

خير الكلام:

<< أفضل النصح ما يستوعبه العقل وأعذب الحديث ما يختصره اللسان !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف