بهجت الوكيل
الحاجة "عصمت" و"فتاة" عربة البضائع!
في الوقت الذي تصدرت فيه صورة مني السيد المعروفة ب "فتاة عربة البضائع" مواقع التواصل الاجتماعي لتفانيها في العمل لأكثر من 20 عاماً خاصة بعد استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لها بمقر رئاسة الجمهورية وتوفير شقة مجهزة بكامل الأثاث لأسرتها بخلاف سيارة تقودها بدلاً من جر عربة البضائع. ومع تصدر هاشتاج "ارحموا المرضي" الذي أصبح أكثر تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنقص الحاد للأدوية في المستشفيات المختلفة مما خلق "أزمة" جديدة بالشارع المصري سيظل يعاني منها لفترات طويلة.
وفي كلا الحالتين تدخل الرئيس. فهل من الممكن ان تتخدل رئاسة الجمهورية أو من يهمهم الأمر لانقاذ حياة الحاجة "عصمت اسماعيل مليجي طاش" التي تبلغ من العمر 70 عاماً وتعاني من سرطان في الكبد ولا تتقاضي سوي 250 جنيها معاش "الضمان الاجتماعي" في حين انها في احتياج لحقنة "ألبومين" شهريةب 312 جنيه خلاف العلاجات الأخري حيث تستدين لاحدي الصيدليات بطنطا بقيمة الحقنة بكتابة "وصل أمانة" كل شهر لحين الفرج من تبرعات "أهل الخير وولاد الحلال" هذا بخلاف رعايتها لابنها "رأفت شعبان عبدالسلام" المريض نفسياً لعدم حصوله علي فرصة عمل مثل بقية أصحابه الذين حصلوا عليها بنظام "الواسطة" التي تفشت خلال العقود السابقة.
هذه "المسنة" لا تقل عن "فتاة عربة البضائع" في رحلة كفاحها بأن يتدخل كل من يهمه الأمر وخاصة بعد تطبيق برنامج "تكافل وكرامة" الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي بهدف توفير حياة كريمة للأسر الأكثر فقراً والمواطنين غير القادرين علي العمل والعاطلين علي مستوي الجمهورية والذي يشمل تقديم راتب شهري وتأمين صحي لهذه الفئات استناداً للمادة "134" من الدستور والمادة "194" من اللائحة الداخلية لمجلس النواب.
ظروف هذه السيدة وغيرها آلاف المواطنين في حاجة ماسة الي أن تنظر إليهم الحكومة بعين الرأفة والرحمة والبحث عنهم في كل مكان لتقديم لهم يد "العون" وعلاجهم وتوفير الحياة الكريمة لهم من خلال "الصناديق" الكثيرة التي يتم إنشاؤها للصرف منها في إقامة المشروعات والقضاء علي العشوائيات وخلق مجتمعات جديدة ومواجهة الحالات الحرجة والظروف الاستثنائية وليكن من صناديق "تحيا مصر" أو "بيت الزكاة" دون الانتظار من تدخل رئيس الجمهورية.
ومن هنا هل من الممكن ان تجد صرخة هذه السيدة الحاجة "عصمت" من مجيب لمقابلتها وإنقاذها هي وابنها من غول "الكبد" والمرض "النفسي" أم ستكون كغيرها لأن صرختها لم تقدمها من خلال برامج "فضائية" بعينها وستظل تستدين بايصالات الأمانة.