ماذا فعل وزير الصحة في مصنع إنتاج المحاليل المتوقف عن الإنتاج؟ ومشروع مشتقات الدم المتوقف عن الإنتاج؟
طبعاً هذا الوزير ليس لديه أي خبرات في هذا المجال ولم يتعرض لمثل هذه المشروعات من قبل ولم تكن لديه رؤية مستقبلية لأي قطاع من قطاعات الصحة.
هذه المشروعات المهمة والحيوية التي لا غني عنها حيث إنها المصدر الوحيد لإنتاج السرنجات والمحاليل وكذلك مشتقات الدم بالإضافة إلي أن هذه المشاريع أنفقت الدولة عليها ملايين الجنيهات ولم يتم الاستفادة منها في ظل قيادة هذا الوزير الحالي.
هذا ما أكدته استقالة د.هالة عدلي حسين رئيس مركز خدمات نقل الدم بالشركة القابضة للأمصال واللقاحات حيث إنها كتبت تقريراً مفصلاً لوزير الصحة الحالي عن المشروعات المتوقفة وكيفية الاستفادة منها والحلول المطلوبة ورغم ذلك الوزير لم يفعل شيئاً ولم ينظر إلي أسباب الاستقالة التي تقدمت بها د.هالة التي تعد من أفضل القيادات الشابة في الشركة القابضة للأمصال.
بالفعل لقد ظهرت أمامنا مشاكل لا حصر لها بسبب توقف هذه المشروعات الصحية الحيوية وهذا ما أكده أحد مديري المستشفيات منذ يومين حيث أكد أن المستشفيات أمام كارثة حقيقية وكبري بوحدات الغسيل الكلوي بالإضافة إلي نفاد مخزون محاليل الملح والأنسولين والأدرنالين ومحاليل وعقاقير هامة لمرضي الطوارئ بالإضافة إلي نقص فلاتر الغسيل الكلوي.
أضاف مدير المستشفي أن الخيوط المستخدمة في العمليات أوشكت هي الأخري علي النفاد.
الأغرب من ذلك أن الوزير الحالي خالف كل القوانين وحاول مجاملة جامعة عين شمس بوضع اقتراح يخل بالمنظومة الصحية في مصر وطلب منهم أن يتسلموا المبني الكائن بمعهد ناصر الذي أنشأه د.إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق للاستفادة منه في إقامة فندق لاستقبال حالات السياحة العلاجية والاستفادة من العملات الصعبة وتحويله إلي مركز لعلاج الأورام مع أن هذا المبني تابع لمعهد ناصر وأمانة المراكز الطبية المتخصصة وهناك مركز داخل معهد ناصر لعلاج الأورام.
في حين أن هذا المبني يمكن تحويله إلي مركز كبير لعلاج حالات الطوارئ والرعاية المركزة التي بها نقص كبير في وزارة الصحة أو تحويل هذا المبني إلي مركز طبي عالمي لجراحات قلب الأطفال أو مركز متخصص لمرضي الغسيل الكلوي وذلك للقضاء علي قوائم الانتظار في هذه التخصصات.
في الواقع إن هذا الوزير سوف يخلق حالة صدام كبيرة بين جامعة عين شمس وبين أمانة المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة حيث إن هذا المبني خاص بمعهد ناصر ويمكن لأمانة المراكز تشغيل هذا المبني في التخصصات النادرة والاستفادة من الإمكانيات المتاحة في هذا المبني وهناك مركز متخصص لعلاج الأورام بمعهد ناصر بالإضافة إلي طابقين بالمعهد لعلاج حالات الأورام.
هذا يعني أن الوزير بتخبط في قرارات مصيرية ولا ينظر إلي الصالح العام للمرضي حيث إن هناك نقصاً كبيراً في أسرة الرعاية المركزة وحضانات الأطفال المبتسرين وجراحات قلب الأطفال ومراكز غسيل الكلي.
علي كل حال إن معهد ناصر هو المالك الأصلي لهذا المبني ولا يمكن التفريط فيه بسهولة والمعهد قام برفع قضية علي المقاول الذي كان قد فرض الحراسة علي المبني لعدم استلام مستحقاته وكسب المعهد القضية واسترد المبني لكن الوزير يريد إهدائه إلي جامعة عين شمس دون النظر إلي مصلحة المرضي والأيام القادمة سوف تشهد تطورات أخري في هذا الشأن بعد أن توقفت المشروعات الصحية المهمة في وزارة الصحة.