الأخبار
محمد السيد عيد
طبيخ الست هيلاري
يادي الشيلة يادي الحطة راح علي جمل رجع علي قطة.
أخيراً عادت الست هيلاري إلي بيتها بعد خسارتها أمام ترامب. دقت الباب ففتحت لها بنت مثل فلقة القمر، ترتدي فستاناً أزرق يرتفع عن الركبة بحوالي شبرين. نظرت إليها هيلاري وعيناها تقدحان الشرر ؛ سألتها : انتي مين ؟ أجابتها : أنا الشغاله الجديدة اللي جابها الأستاذ بيل كلينتون. صاحت بعصبية : أنا قلت ألف مره مافيش ستات تدخل البيت ده. خرج بيل من غرفته علي صوت زوجته. قال لها : اهدي شويه، فيه إيه ؟ قالت بغضب : ازاي تشغل بنت في البيت من غير اذني ؟ أجابها بهدوء : ياست هيلاري من فضلك فكري شويه. أنا دلوقت سني كبر، ومحتاج حد يخدمني، وانتي مشغوله طول الوقت بالسياسة، مرة لأنك وزيرة خارجيه، ومره لأنك بتلفي علي الولايات لجمع أصوات للانتخابات الرئاسيه. طيب مين يخدمني ؟ كان لازم اجيب شغاله. قالت بحسم : الشغاله دي تمشي فوراً. سألها : ومين حتغسل وتطبخ وترتب البيت ؟ قالت في تحدٍ : أنا حاعمل كل حاجه، المهم انها تمشي. استسلم لرأيها قائلاً : خلاص، مادام حتطبخي وتعملي كل حاجه نمشيها. وفصل الشغاله الجميلة.
في صباح اليوم الثاني قال بيل لهيلاري : أنا رايح اقعد ع القهوه مع اصحابي، اعملي لنا حلة مسقعه علي مزاجك نتغدي بيها. قالت : نعم ؟ تطلع إيه المسقعه دي كمان ؟ قال : أكله مصريه رائعه من البدنجان واللحمه المفرومه. سألته : واعرف طريقة طبخها منين إن شاء الله ؟ قال : من كتاب أبله نظيره. لطمت هيلاري علي خديها وهي تقول : ويطلع إيه كتاب أبله نظيره ده كمان ؟ قال : كتاب تتعلم منه النساء المصريات الطبخ. حتلاقيه علي النت. وتركها في حيرتها وخرج لأصحابه. حين عاد وبدأ الأكل وجد الباذنجان محروقاً، والعصاج سيئاً، فشخط فيها بعنف وهو يقول : نسيتي الطبخ ياهانم، طبعاً ماعادش في دماغك غير المطبخ السياسي، وطبخ المؤامرات علي شعوب الأرض. تنمرت، ووضعت يديها في وسطها وهي تقول : مش احسن من حضرتك اللي كنت سايب الدنيا أثناء الرئاسة تمشي زي ماتمشي وغرقان في الحب مع الست مونيكا ؟ قال : بالتأكيد لأ. أنا عصري كان عصر الحب، والحب هو الحياه، أما عصرك انتي والسيد أوباما فكان عصر القتل وتشريد الناس. مين اللي عمل داعش ؛ مش انتم ؟ مين اللي خرب سوريا والعراق وليبيا ؛ مش انتم؟ الطبيخ السياسي بتاعك كان طعمه علقم. وبعد هذه الكلمات القاسية تركها وخرج ليتناول غداءه في أقرب مطعم.
في الليل صالحته هيلاري. قالت إنها ستجتهد في الطبخ لترضيه. أعطاها ظهره قائلاً : لما نشوف. في اليوم الثاني قال لها : عاوزك تعملي لي دقية باميه باللحمه الضاني. سألته مستغربة : بتجيب الأكلات دي منين ؟ قال لها إن الشغاله التي طلبت منه طردها تنتمي لعائلة مصرية، وكانت تصنع له أكلات مصرية بديعة. المهم أن بيل حين بدأ في تناول البامية وجد النتيجة لاتختلف كثيراً عن نتيجة المسقعة، وتكرر الخصام والصلح حتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير حين طلب منها طبق بصارة بالتقلية. لم تتمالك اعصابها. أعلنت العصيان. قال لها بهدوء : هذا هو الفرق بينك وبين ترامب. أنت لاتريدين أن تتعلمي مصري، أما هو فمعجب بالمصريين، من أول الرئيس السيسي حتي آخر جندي يقاوم الإرهاب في سيناء. قالت له : اذهب للجحيم انت وترامب. ضحك وخيرها بين أمرين : إما أن تنسي الطبيخ السياسي وتتعلمي الطبيخ المنزلي وإما أني أرجع الشغاله. اختاري.
تري هل يمكن أن تتعلم هيلاري الطبيخ المنزلي؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف