وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ بالإفراج عن الشباب المحبوسين فصدق. وضرب موعداً مع التاريخ عندما أصدر قراراً رئاسياً بالإفراج عن 82 سجيناً من الشباب ليتذوقوا طعم الحرية بعد أشهر خلف القضبان. غالبيتهم من طلاب الجامعات ليؤكد للجميع ان عشق الوطن من سمات شخصيته وقد تربي منذ نشأته علي أن يضحي بروحه من أجل الدفاع عن ترابه المقدس. وان هدفه هو بناء دولة عصرية تقوم علي التسامح بين جميع أبناء مصر بلا تفرقة بينهم. فيما يتم حالياً إعداد القائمة الثانية من الشباب الذين سيتم الإفراج عنهم. ومن المحتمل أن تضم أسماء مهمة. وأري ان الرئيس الذي شيد جسراً جديداً من الثقة مع الشعب لن يتواني عن منح الحرية لأكبر عدد من أبنائه الشباب خصوصاً الذين تم حبسهم مدفوعين بحب بلدهم من أجل أن يسمو فوق كل البلدان.
ويقيني. أن الرئيس سيمنح الحرية لأكبر عدد من الشباب طالما اعترفوا بأخطائهم وأعلنوا عن رغبتهم في العودة إلي صفوف المواطنين الصالحين ليشاركوا في بناء مصر بعد أن تعلموا من التجربة الصعبة التي مروا بها ان التخريب لا يبني دولاً بل يخفيها من الوجود. والأهم من ذلك أتمني أن لا تكون القائمة الثانية هي الأخيرة بل تتبعها قوائم أخري كثيرة. فما أسعد أمة يكون شبابها في المدارس والجامعات يتعلمون وفي المصانع يبذلون الجهد والعرق من أجل رفعتها. خصوصاً أننا أصبحنا نعيش الآن في عالم تنافسي تسعي فيه كل الدول لتحقيق التنمية من أجل رفاهية شعوبها. وذلك لن يحدث بدون الشباب المحب لوطنه. لأن بلدهم لن يبني إلا بسواعدهم. خصوصاً ان بلدنا دخل مرحلة جديدة من النهضة بإطلاق خطة الإصلاح الاقتصادي التي تحتاج لجهود كل أولادها العائدين من خلف القضبان إلي أحضانها.
والرئيس السيسي الذي وعد فصدق لا يكف عن جولاته في العالم من أجل الاستفادة من خبرات الدول التي حققت الرفاهية لشعوبها. وتأتي زيارته للبرتغال الأولي لرئيس مصري منذ 24 عاماً. من أجل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة خصوصاً التجارية والاقتصادية. وقال في حوار مع وكالة الأنباء البرتغالية إنه سيتخذ الاجراءات اللازمة للإفراج عن المزيد من الشباب وفقاً لأحكام القانون والصلاحيات التي ينص عليها الدستور. وهو ما يعني ان الفترة المقبلة ستشهد الإفراج عن المزيد من أبنائنا الذين استوعبوا الدرس لبدء صفحة جديدة من حياتهم. كما أكد الرئيس أن "ترامب" سيكون أكثر قوة وانخراطاً في قضايا المنطقة. في ظل الطبيعة الاستراتيجية التي تتميز بها العلاقات المصرية الأمريكية. وحرص مصر علي الحفاظ علي هذه العلاقات. وهو ما يؤشر إلي ان المرحلة المقبلة ستشهد تطويراً في العلاقات بين الدولتين التي أصابها الجمود في عهد أوباما نتيجة عدم استيعابه لما يحدث في المنطقة من تنام للإرهاب بسبب سياساته.
وأقول لكم. إن رئيس الجمهورية الذي يثق في وعي شعبه. يعلم أن لا أحد يستطيع ان يخدع أبناء هذا الوطن من أجل تحقيق مصالح شخصية. بعد ان تأكدوا ان السير خلف مجموعة من المتاجرين بالشعارات هدفه هدم الدولة لتحقيق أهداف قوي داخلية وخارجية وإعطائها الفرصة لتقسيمها. من خلال دعم الإرهاب. ولذا جاء تأكيد الرئيس في حواره مع وكالة الأنباء البرتغالية أن "الدولة حريصة علي تحقيق التوازن بين إرساء دعائمم الأمن والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار من ناحية. وإعلاء قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والحريات من ناحية أخري". هكذا يتأكد يوماً بعد يوم ان الرئيس الذي نذر عمره من أجل ان يظل وطنه صامداً في وجه الأعداء لن يتركه أبداً في مهب الريح لتعصف به المؤامرات. بل يسعي إلي إرساء دعائم الحرية والديمقراطية والنهوض بالخدمات التي تقدم للمواطنين. في وقت أصبحت هناك دول عريقة في الشرق الأوسط علي وشك الاختفاء.