الجمهورية
نادر مصطفى
الاعتراف بالخطأ
بمجرد صدور الحكم في قضية نقابة الصحفيين انهالت التعقيبات ¢البلاغية¢ من كل صوب.. البعض وصف الحكم بأنه سيئ السمعة. والبعض اعتبره سيراً للدولة وهي نائمة! وهناك من هتف ¢تحيا النقابة¢ ومن رحب بالسجن من اجلها.. الا ان جميع التعليقات مع اختلاف محسناتها البديعية الزاعقة التزمت بجملة تتناقض مع مضمونها مفادها الاحترام الكامل لأحكام القضاء.. دخلنا في موجة جديدة من دوامة المزايدات وعاد الهتاف علي سلم النقابة بسقوط النظام.
عندما نبدأ من نقطة ايواء مطلوبين للعدالة لندخل مرحلة الصراع مع مؤسستي الداخلية والقضاء وقبلهما غالبية الرأي العام لا يمكن ان نعتبر حكماً قضائياً كهذا مفاجأة.. وأشك أن غياب القدرة علي ادارة مواقف لها تأثير سياسي علي المجتمع وترك الامور للعصبية والانفعال الجماعي يكون مجدياً عندما يحل العمدة مشكلة داخل قرية فما بالك بمؤسسة عريقة لها كم هائل من التقدير داخل نفوس الصحفيين والمجتمع بأكمله.. يفترض ألا تنزلق للتسيس الرخيص وتحقيق المنافع الشخصية لقلة تعد علي اصابع اليد الواحدة.. مازلت عند رأيي بأن منظومة ادارة النقابة تحتاج الي تطوير تماماً كالمنظومة الاعلامية للوطن.. فلا يمكن بعد ثورتين ان يبقي الحال في مؤسساتنا علي ما هو عليه.
النقابة واحدة من اهم مؤسسات العمل المدني ونقابة الصحفيين تحديداً لها دور اصيل ضمن المجتمع الاهلي المصري ولها واجب لا ينكر في الحفاظ علي المهنية والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وأري ان اشعال الأزمة تلو الأخري واحداث حالة متواصلة من الصراع والضجيج في وقت حيوي ومحوري من عمر الوطن ربما لم تمر مصر بمثيل له عبر تاريخها تعطيل لدور المؤسسة العريقة وتقييد لقدراتها الهائلة علي خدمة المهنة والمجتمع واهدار لواحد من اهم الادوار في الوقت الراهن وهو خدمة العاملين في بلاط صاحبة الجلالة سعياً للوصول للحقيقة واعلام المجتمع بما يُحاك ضده من مؤامرات في الداخل والخارج.
ليت اجتماع النقابة اليوم يأخذ خطوة للبناء والاصلاح. يقدم حلاً ولا يشعل ازمة. يبني ولا يهدم. يهدئ ولا يثير.. حفاظاً علي نقابة هي في الاساس بيت كل صحفي وليست ملكاً للنقيب واثنين من اعضاء مجلسها.. من اجل مهنة لها من الرقي ما يفوق قدرتنا جميعاً علي اثراء الفكر والقيم.. الصحفي هو من يحمل امانة الكلمة وان لم يكن علي قدر مسئولية حملها فليس عيباً ان يرجع خطوة للوراء ويمتلك فضيلة الاعتراف بالخطأ في حق المواطن قبل الدولة وسيادة القانون قبل حرية الرأي بدلاً من السعي للأضواء والشهرة الزائفة بإطلاق عبارات رنانة لزعم البطولة فمن السهل اشعال النيران لكن من الصعب اخمادها أو حتي السيطرة عليها.. حفظ الله مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف