الجمهورية
قدرى ابو حسين
توافق عربي لإنقاذ سوريا
"قل ولا تقل" - قل الربيع العبري وليس الربيع العربي - تحق للكيان الإسرائيلي خلال الخمس سنوات العجاف الماضية ما كانوا يتصورونه صعب المنال عزيز المرام - لقد سرح الجيش العراقي وتفتت بطائفية مقيتة وأنهك الجيش السوري ومازال وتحقق انفصال الجنوب عن الشمال في السودان وانتهت الدولة الليبية وتحول الجيش إلي شراذم وأصبح سلاحه وذخائره تباع علي الأرصفة لتجار الحروب أما اليمن فهو أمامنا يأكل بعضه بعضا والسعودية الركن الركين في الأمة العربية أمسكت الحرب اليمنية بتلابيبها وتأثر مع غيره من دول الخليج لانخفاض حاد لاسعار البترول ولم يبق في منأي عن ذلك سوي دول المغرب العربي.
نسأل الله عز وجل أن يحافظ علي كياناتها وانشغلت الدول العربية عامة بمشاكلها الداخلية الجسام أما مصر فقد انكفأت علي أمورها الداخلية بعض الوقت وبعبقرية مصرية فريدة برئت من هجمة الكيانات التكفيرية مضِللة ومضِللة كل ذلك في إطار مخطط رتب بليل لم يشهد له العرب مثيلاً في التاريخ المنظور طبقت فيه كل أشكال وألوان حروب الجيل الرابع - القاسم المشترك في المشهد العربي أن التقاتل والتشرذم ما بين مكونات شعوب هذه الدول بدعاوي طائفية أو دينية أو قومية لعل أبرز مثال لهذا المشهد الكئيب الوضع في سوريا التي افتعلت بها ثورة رغم ان الدولة ذلك الحين كانت قوية تحقق معدلات تنمية واضحة ونهضة شملت كل القطاعات إلا أننا وكما تابعنا الأحداث تم تصعيدها وأصبحت سوريا الشقيقة موطناً لكل شراذم الأفاقين والمرتزقة من كل حدب وصوب تحركهم قوي بالمنطقة لا تبغي الخير للعرب ولكنها تسعي إلي تفكيكهم وبالتالي ضعفهم بغية الهيمنة علي ثرواتها واعتبارها دوائر نفوذ - المثير للعجب ان الذي يدعم هؤلاء بالمال والسلاح والسياسة بعض من دول الخليج وليس من المقبول عقلاً ولا منطقاً ان تشارك في هذا الدور.
موقف مصر من القضية السورية يحمد لها والتصويت بمجلس الأمن لصالح القرارين المطروحين في الشأن السوري يوضح بجلاء فهي مع سوريا الدولة وضمان استمرارها وإبطال كل محاولات اسقاطها - في اعتقادي هذا الأمر في إطار توافق مصري سعودي وعربي بصفة عامة استثناء لقطر "وهي حالة شاذة لا يعول عليها وظاهرة مؤقتة لن يكتب لها الدوام والاستمرار تعبر عن عمالة في أحط صورها" قد يكون الخلاف علي شخص الأسد وأعتقد انه ما كان يجب ان يختلف أو يتفق عليه ويبقي هذا الحق أصيلاً للشعب السوري دون سواه - الحالة العربية بلغت من السوء ما بلغت وعلينا كعرب أن نعيش حالة يقظة تامة توقف بل ترد الهجمة الشرسة وتتدارك توابعها وتتطلع إلي شكل مناسب لوحدة تكفل تجميع كل عناصر القوي وتنهي تداعي قوي الشر عليها وتدرك تماماً ان إسرائيل تسعي لأن تكون القوي الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط بتأييد غربي أمريكي مازال شعار من النيل إلي الفرات يداعب أحلامهم الشريرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف