الجمهورية
محمد نور الدين
المقاطعة وحدها.. لا تكفي..!
"مواطنون ضد الغلاء".. "بلاها شراء".. "قاطعوا الأسواق".. عناوين مختلفة لحملات متعددة.. هدفها واحد.. أطلقتها أكثر من جهة تدعو من خلالها المستهلكين بعدم الاكتفاء بالشكوي والصراخ.. والمبادرة بمقاطعة الشراء أول ديسمبر القادم.. لعل هذا السلوك الحضاري. والأسلوب العقابي يجبر الجشعين والمحتكرين علي التراجع.. والكف عن الاستغلال والتلاعب بأقوات الناس..!!
بداية.. "المقاطعة وحدها لا تكفي".. بل لابد من دعمها بإجراءات وقرارات وتطبيقات حتي تؤتي ثمارها وتلقي نفس النجاح الذي صادفته في كل من فرنسا وبريطانيا والأرجنتين!!.. وإعمال "المقاطعة" يستلزم إسراع الجهات المعنية بتشديد الرقابة ومتابعة الأسواق.. وتطبيق العقاب الصارم علي كل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح الوطن والمواطن.. من خلال محاكمات عاجلة وعادلة!!
بالتوازي.. لابد من معالجة كافة الثغرات والسلبيات الأخري التي تحتاج إلي عمل مخلص وسعي دءوب للقضاء عليها.. حتي لا تستمر عائقا وعاملا سلبيا.. يشوه أي إنجاز.. ويحد من الآثار الإيجابية.. فليس من الفطنة معالجة ظاهرة تهدد التوافق والاستقرار.. وترك أخريات تضرب السلام الاجتماعي في مقتل..!
من أجل اكتمال الصورة المنشودة.. وجب توسيع دائرة المواجهة والمكافحة.. لتشمل السائق الطماع.. وتنال من سارق الكابلات وأسلاك الاتصالات.. ولص التيار الكهربائي.. وتطول المهني والحرفي والصيدلي الذي يفرض التسعيرة التي ترضي نهمه وجشعه دون وازع من ضمير!!
حتي تتحقق العدالة الاجتماعية.. لابد من التصدي للمعتدين علي أملاك الدولة.. ولمن يبني بالمخالفة للقانون.. ولمن يهدر ثروة مصر الزراعية.. وليس مقبولا أن يفلت المتهرب من الضرائب دون أن يلقي عقابا صارما.. أو يبقي الموظف حرا طليقا.. بينما درج مكتبه مفتوحا يستقبل الرشاوي لإنجاز أبسط حقوق البسطاء..!!
لكي تتقدم مسيرة الإصلاح.. لابد من الإسراع بتنقية بطاقات التموين لإبعاد القادرين وإخراج الأغنياء.. وتوصيل الدعم لمستحقيه.. ويجب ألا يترك الحبل علي الغارب للمتاجرين بأدوية الأمراض المزمنة.. أو للقائمين علي مراكز الكلي الذين أجبرواالمرضي علي الاستسلام للموت.. لعدم قدرتهم علي الوفاء بالأسعار الغالية..!!
دفاعا عن القيم.. ودرءاً للأكاذيب والافتراءات.. صار فرضا معاقبة من أشعلتها نارا وزعمت سوء استخدام المستلزمات الطبية داخل المستشفيات الحكومية.. وكذلك محاكمة النائب الذي يستقوي بالخارج ضد بلده.. وأيضا الإعلامي الذي مازال مصراً علي تشويه الصورة. وقلب الحقائق.. وبث الإحباط واليأس في النفوس..!
إن المواجهة الحاسمة. والمواقف الوطنية.. لابد أن يتسع نطاقها وتتعدد أهدافها لتشمل كل سلبيات المجتمع.. وتنال من أي كائن من كان.. يحاول الخروج عن الطريق القويم.. ويسعي لفرض سطوته ونفوذه.. وتحقيق مآربه الذاتية وأهدافه المغرضة.. علي حساب "المواطن".. الذي أثبت أصالته وحسن انتمائه.. ومازال صامدا ومساندا.. ينتظر من الحكومة أن ترد إليه حقه المسلوب..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف