علاء عريبى
مصر والعرب و«البوليساريو»
الذي يتابع كواليس انعقاد القمة العربية الإفريقية فى غينيا الاستوائية، يشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب مواقف البلدان العربية بما فيها مصر، حيث فوجئ العالم أجمع بقرارات وتصرفات متناقضة وشديدة الغرابة، تعمل على اتساع الهوة بين البلدان، وتؤكد الأريحية والشعوبية في اتخاذ القرارات.
قبل يومين بدأ الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة، بعد بداية الاجتماع فوجئ وزراء البلدان بإعلان المملكة المغربية انسحابها، لماذا؟، بسبب حضور جبهة «البوليساريو» الاجتماع، وجبهة «البوليساريو» لمن لم يعرفها، هى حركة تحررية تأسست عام 1973، وتعمل، على حد زعمها، على تحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي، وتسعى إلى تأسيس دولة مستقلة جنوب دولة المغرب.
في أكتوبر 1975، صدر الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، حول الوضع القانوني لإقليم الصحراء، والذي ذكر فيه بالنسبة للمغرب: أن القبائل التى كانت تعيش فى المنطقة الصحراوية خلال الاحتلال الإسباني لها، كانت ترتبط بملوك المغرب، حيث كانت تبايع هؤلاء الملوك، وبالنسبة لموريتانيا: وجدت محكمة العدل الدولية روابط عرقية بين موريتانيا والصحراء الغربية، غير أن كل هذه الروابط لا ترقى إلى جواز بسط أي من المغرب أو موريتانيا سيادته على الصحراء.
الحكومة المغربية رفضت قرار المحكمة، ودخلت فى صراع مع جبهة تحرير «البوليساريو» لسنوات طويلة، وعرض الوضع على الأمم المتحدة لكنها بعد دراسة الوضع لم تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما أنها لم تعترف كذلك بالجمهورية الصحراوية كدولة عضو في الأمم المتحدة، واعترفت بها فقط كمفاوض للمغرب وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
المغرب خلال هذه الفترة تأرجحت قراراتها، حيث وافقت إجراء استفتاء الانفصال بين سكان الإقليم، وبين قبولها قيام حكم ذاتي بالمنطقة، ورفضت الأمم المتحدة القرار الأخير لأنه لا يضمن لسكان الإقليم حق تقرير المصير.
بعد اعتراف الاتحاد الإفريقي بجبهة «البوليساريو»، أعلن العاهل المغربي انسحابه من الاتحاد، وظلت المملكة خارج الاتحاد منذ 32 سنة حتى اليوم، لكن فى يوليو الماضى، خلال انعقاد القمة العربية الإفريقية فى الكويت، أرسل ملك المغرب خطاباً طالب فيه عودة المغرب لعضوية الاتحاد مقابل إبعاد الجبهة عنه، ووقعت 28 دولة على التماس بطرد الجمهورية العربية الصحراوية من الاتحاد الإفريقي مساندة منها للمملكة المغربية، لم تكن مصر بينها، لكن انتهى الاجتماع دون النظر فى الطلب واتخاذ قرار فيه.
منذ يومين عقد الاجتماع فى غينيا الاستوائية، وكان من المعلوم لجميع البلدان العربية والإفريقية اشتراك الجبهة فى الاجتماع بحكم عضويتها فى الاتحاد الإفريقي، واشتراك المغرب بحكم عضويتها بجامعة الدول العربية، رغم هذا فوجئنا جميعا بقرار انسحاب المغرب وثماني دول عربية، وفوجئنا كذلك بحضور مصر، لماذا انسحبت البلدان العربية؟، ولماذا شارك من الأساس وهى تعلم مسبقاً مشاركة «البوليساريو»؟، ولماذا شاركت مصر؟، وهل مشاركة مصر تعد اعترافاً بجمهورية الصحراء الغربية أم ورقة للرد على مواقف المغرب ضد 30 يونية و«السيسى»؟، وهل حسبت مصر أثار مشاركتها مع بلدان الخليج؟